أعلن الاتحاد الأوروبي فرض حزمة عقوبات جديدة على إيران بسبب دعمها روسيا في الحرب الأوكرانية، إلى جانب دعمها سوريا.
ونشر الاتحاد الأوروبي بياناً صحافياً يوم الخميس 20 تموز الجاري، أكد فيه أن مجلس الاتحاد الأوروبي وضع إطاراً جديداً للتدابير التقييدية، في ضوء الدعم العسكري الإيراني لروسيا، موضحاً أنه “بموجب هذه الإجراءات، تحظر دول الاتحاد تصدير المكونات المستخدمة في بناء وإنتاج الطائرات من دون طيار من الاتحاد الأوروبي إلى إيران، مع وضع قيود سفر وتدابير تجميد أصول يمكن فرضها بحق المسؤولين عن برنامج الطائرات المسيّرة أو داعميهم أو المشاركين في البرنامج”.
وقرر مجلس الاتحاد الأوروبي أيضاً، إدراج ستة أفراد إيرانيين في نظامي عقوبات قائمين بالفعل، بسبب دعم إيران العسكري لروسيا في حرب أوكرانيا بالطائرات من دون طيار، ودعم سوريا بأنظمة الدفاع الجوي.
ويخضع هؤلاء الأفراد لتجميد الأصول وحظر السفر في شركات الاتحاد الأوروبي، مع حظر إتاحة الأموال لهم، ووضع قيود على سفرهم، ومنعهم من دخول أراضي الاتحاد الأوروبي أو المرور عبرها، مع تأكيد أن القرارات الصادرة تظهر تصميم الاتحاد الأوروبي على مواصلة الاستجابة بسرعة وحزم لأفعال إيران.
ما المساعدات العسكرية التي قدمتها إيران إلى روسيا؟
أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في تشرين الثاني 2022 أن بلاده زوّدت روسيا بعدد صغير من الطائرات المسيّرة قبل أشهر قليلة من العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا في 24 شباط.
وأعرب حينها الكيان الإسرائيلي والغرب عن تخوفهم من استمرار التعاون العسكري بين موسكو وطهران، إذ نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” في حزيران الفائت تقريراً أكدت فيه أن “روسيا لا تستطيع الاستغناء عن المساعدة العسكرية الإيرانية في حرب أوكرانيا”، كما لفت مقال نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية تعقيباً على هذا التعاون إلى أنه “من المحتمل أن تضع روسيا بتصرف إيران أسلحة استراتيجية على الأراضي الإيرانية لردع واشنطن وكيان الاحتلال الإسرائيلي معاً”.
وفي هذا السياق دعا رئيس الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية “عميت ساعرط” في تصريح له في كانون الأول 2022، إلى ضرورة النظر بجدية لِما قد يترتّب على هذا التقارب من تداعيات تطال “الأمن القومي الإسرائيلي”، مشيراً إلى أنه “تكمن خطورة هذا التعاون العسكري بين روسيا وإيران في أنه ناتج عن حاجة روسية إلى إيران وليس العكس”.
أما فيما يتعلق بمنظومة الصواريخ التي أرسلتها إيران إلى سوريا، أعلنت وسائل إعلام إيرانية في شباط الفائت أن طهران تنوي تزويد دمشق بنظام دفاع جوي يُطلق عليه اسم “خرداد 15″، وفي نيسان الفائت أكد مساعد الشؤون الدولية في وزارة الدفاع الإيرانية العميد حمزة قلندري، أن وزارة الدفاع في طهران مستعدة لمساعدة سوريا في تعزيز دفاعها الجوي ضد الهجمات الجوية للكيان الإسرائيلي.
وهي منظومة دفاع جوي إيرانية مزودة بصواريخ بعيدة المدى من عائلة “صيّاد”، مصنّعة في مؤسسة الصناعات “جو– فضاء” التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، وهذه المنظومة قادرة على كشف ومتابعة 6 أهداف في آنٍ واحد، والاشتباك مع 5 أهداف أخرى، بالإضافة إلى قدرتها على التحرك العالي والقدرة على التهيؤ للحرب والدخول في العمليات في أقل من 5 دقائق.
ووصفها تقرير تحليلي نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أنها تعد بمنزلة تحسين لمنظومة إس300 الروسية.
ويأتي القرار الأوروبي وسط مخاوف “أوروبية وإسرائيلية” من تنامي قدرات إيران العسكرية، حيث نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية تقريراً أكدت خلاله أن “إيران في سباق مع الزمن للحصول على القوة العسكرية بكل أشكالها، أنها على وشك امتلاك قوة عسكرية نووية وترسانة صواريخ باليستية تصل إلى حدود أوروبا، هذه كلها مشاكل وتطورات خطيرة يجب معالجتها على الصعيدين الإقليمي والدولي”.