خاص|| أثر باتت شريحة كبيرة من السوريين تعتمد على الموبايلات غير المجمركة والتي تكون عادةً مرسلة إليهم من أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء الموجودين خارجاً، وذلك لأن نسبة الاختلاف في السعر كبيرة ما بين داخل سوريا وخارجها فهي الضعف أو نصف السعر من ثمن أي موبايل مقارنة بالدول العربية المجاورة كالعراق ومصر ولبنان.
تذكر نور لـ “أثر” أنها اضطرت إلى شراء هاتفها الجوال من لبنان، لأن سعره أقل بكثير من سعره داخل سوريا، مبينة أنها ستحمله من دون أن تجمركه لأن أسعار الجمركة باتت خيالية، بحسب تعبيرها.
أيضاً، الشاب أحمد قال: “أرسل أخي لي موبايل من العراق طلبته منه عندما لاحظت فرق الأسعار الشاسع بين سوريا والدول الأخرى”، مضيفاً بلهجته العامية: “بحملو غير مجمرك أحسن ما إدفع حقو أضعاف مضاعفة ومع جمركتو بصير السعر خيالي.. شو هالظلم”.
من جانبه، يقول يونس صاحب محل لبيع وشراء الموبايلات في دمشق لـ “أثر”: “إن أسعار الموبايلات الجديدة تبدأ من مليون ونصف وأكثر لغير المجمركة وهذه نحضرها وفق طلب الزبون ويكون لنا هامش ربح جيد منها كأجور التوصيل وغير ذلك، والجمركة تختلف من موبايل لآخر، وتصل إلى نحو 40% من سعر أغلب الأنواع”.
بدوره، حسان صاحب محل للموبايلات أيضاً، يقول: “الأسعار غير مستقرة وكل يوم هناك سعر، لأن الموردين الأساسيين في سوريا معروفين وغير مسموح لغيرهم دخول المنافسة، ما يجعلهم يتحكمون في الأسعار على أهوائهم من دون تدخل أحد”.
وأضاف: “غالبية الناس لا تتمكن من اقتناء موبايل جيد فالسبب الأساسي هو ارتفاع أسعارها بنسب تتراوح ما بين 50-60% في الآونة الماضية، وقد أثّر هذا التراجع في عمليات البيع والشراء”.
من جانبه، أحد التجار “رفض الكشف عن اسمه” بيّن لـ “أثر” أن المستهلكين اتجهوا إلى تقليص عمليات شرائهم للموبايلات، بعد زيادة أسعارها في الآونة الماضية فضلاً عن تراجع قدرة المستهلكين الشرائية نظراً لزيادة المتطلبات والأعباء المعيشية.
وختم حديثه قائلاً: “أسواق الموبايلات تشهد حركة خجولة وأشبه بالمعدومة خاصة لأنواع الآيفون وSony الذي قلت نسبة انتشاره لقلة الطلب عليه نتيجة ارتفاع أسعاره ارتفاعاً كبيراً، ما جعل من انتشارها أمراً نادراً”، متابعاً: “تزيد نسبة الإقبال زيادة لافتة على شراء الأجهزة المستعملة أكثر، على الرغم من أن أسعارها مرتفعة أيضاً لكنها تبقى أرحم من الجديدة وربما تؤخذ بالتقسيط”.
وفي شهر أيار الفائت، تم رفع جمركة الموبايلات، إذ وصلت تعرفة جمركة جهاز Samsung Not 20 Ultra إلى 6 ملايين و481 ألفاً (كانت 5 ملايين و568 ألفاً)، وجهاز S23 Ultra أصبحت جمركته 7967300، أي ما يقارب 8 ملايين ليرة سورية، وجهاز Samsung Galaxy S9 أصبحت جمركته 3 ملايين و208 آلاف.
كما ارتفعت حينها جمركة جهاز شاومي نوت 11 برو إلى مليون و82 ألفاً (بعد أن كانت 917 ألف ليرة سورية).
وفيما يتعلق بالآيفون، أصبحت جمركة آيفون 14 برو ماكس 8 ملايين و396 ألف ليرة سورية، وآيفون 13 بـ4 ملايين و200 ألف.
يذكر أن أجور التصريح “الجمركة” هي مبالغ يجب دفعها في حال اقتنى الشخص جهازاً من خارج سوريا، فيكون ملزماً بالتصريح عنه ودفع الرسوم الجمركية التي يمكن الاستعلام عنها بطلب رمز USSD *134# في الجهاز المراد الاستعلام عنه.
دينا عبد