خاص|| أثر بالتزامن مع ارتفاع أسعار تكاليف العلاج عند طبيب الأسنان، توجه عدد من السوريين لعلاج أسنانهم في عيادات كلية طب الأسنان بجامعة دمشق.
السيدة روضة (ربة منزل) في البداية لم تكن تعرف أن هناك عيادات في الجامعة؛ لكن عن طريق المستوصف الذي تراجعه والموجود بالقرب من مكان سكنها أخبروها أن تذهب لعلاج أسنانها في هذه العيادات، وأكدت لـ “أثر” أن ما تدفعه بسيط جداً وقد يكون ثمن (صناعة سن) في المخبر ففي عيادة الجامعة لا يوجد تصنيع سن إنما يجب تصميمه في المخبر؛ ولكن بحسب روضة فإنها وفرت ما يقارب 200 ألف إذا حسبت أجرة الطبيب فقط.
ونفس الفرق أحس به محمد (طالب جامعي)، إذ كان يحتاج إلى حشوة دائمة ولدى سؤاله عيادة خاصة تبيّن له أن المبلغ مرتفع وليس له قدرة على دفعه فما كان منه إلا أن راجع عيادات الجامعة وتلقى العلاج المناسب، موضحاً لـ “أثر” أنه يعلم بوجود هذه العيادات إلا أنه في كل مرة يتردد؛ لأنه كان متخوفاً من عدم كفاءة الأطباء إذ كان يظنهم طلاباً؛ ولكن ثبت له خلاف ذلك عندما زارها ووفر على نفسه مبالغ كبيرة.
من جانبه، عميد كلية طب الأسنان في جامعة دمشق د. خلدون درويش قال لـ”أثر”: “الكلية تتألف من 10 أقسام تنعكس على 9 اختصاصات وكل اختصاص له عيادة ومخبر والمرضى يراجعون هذه العيادات بإشراف طلاب المرحلة الجامعية الأولى للمعالجات البسيطة والأساسية وطلاب الدراسات العليا بمرحلتي الماجستير والدكتوراة، إذ يطبقوا لهم المعالجات المتقدمة التخصصية من خلال الأعمال المعينة التي تكون مطلوبة منهم، أو من خلال الأبحاث العلمية التي تتطلب إجراء دراسة على مريض معين أو جراحة معينة أو تطبيق مادة معينة، ومن ضمن الأبحاث العلمية التي يجريها طلاب الدراسات العليا يقوموا بمعالجة المرضى”.
وأضاف درويش: “أيضاً ملحق بها عدة وحدات مثل مشفى جراحة الوجه والفم والفكين وهو يقدم خدمات علاجية لفئتين من المرضى؛ مرضى لديهم إصابات جراحية بالوجه والفكين من النمط المتوسط إلى الخفيف ومرضى ذوي الاحتياجات الخاصة والذين تتطلب معالجتهم أن يكونوا تحت التخدير العام أو التركين”، متابعاً: “وحدة جراحة الفم والوجه والفكين في مشفى الأسد الجامعي أُطلقت من نحو سنة ونصف وتستقبل حالياً الحالات والمرضى المصابين بحالات جراحية كبرى في منطقة الوجه والفكين مثل التشوهات والأورام والرضوض وتتعالج هذه الفئة من المرضى بأسعار رمزية جداً”.
وتابع درويش لـ “أثر”: “لدينا أيضاً قسم طب أسنان الأطفال لمعالجة أسنان الأطفال وقسم التعويضات الثابتة ومخبر طب الأسنان الرقمي نعالج من خلاله الحالات التي تحتاج إلى تركيبات ثابتة وتجميلية، إضافة إلى قسم المداواة المعني بتقديم معالجات الأسنان نمط الحشوات ومعالجات العصب واللبية، وعيادات التخدير التي تقدم خدمات قلع الأسنان المتهدمة والمتضررة والإجراءات الجراحية البسيطة تحت التخدير الموضعي، وقسم تقويم الأسنان يقدم بمرحلة الدراسات العليا المعالجات التقويمية ولديهم قائمة انتظار طويلة والخدمات التي تقدم شبه مجانية”.
وأكد د.درويش لـ “أثر” أن المعالجات في كلية طب الأسنان تقدم بأسعار شبه مجانية، إذ لا يتم تقاضي أجور عن أي معالجة تقدم، مضيفاً: “لكن من الممكن أن يضطر المريض في حالات معينة أن يدفع مبالغ أجور مخابر؛ أي يحضر الطبيب للمريض الأسنان ويأخذ له القياسات ويجري له الطبعة ويرسلها للمخبر (الخاص) الذي سيتقاضى أجره، أما أجور المعالجة فلا نتقاضى أي شيء من أي مراجع وبهذه الطريقة المريض الذي يراجع كلية طب الأسنان يوفر مبالغ كبيرة إذا قارناها بالمبالغ التي سندفعها في العيادات الخاصة ممكن أن يوفر من 50 – 80%من الأجور التي يدفعها في العيادات الخاصة وهذه خدمة كبيرة تقدم في ظل الضائقة الاقتصادية الموجودة عند الناس والتضخم الموجود وارتفاع أسعار المعالجة في العيادات الخاصة، وهنا يأتي دور الكلية فمثلاً العمليات الجراحية الكبرى التي تُجرى في مشفى الأسد الجامعي تكون رمزية بينما تكلف في المستشفيات الخاصة ملايين”.
ولفت عميد كلية طب الأسنان في جامعة دمشق د. خلدون درويش إلى أن الكلية لها صفحة عبر موقع “فيس بوك” للترويج للمعالجات التي تتم، من خلال طلاب الدراسات العليا الذين يقومون بعرض الحالات فطلاب المرحلة الجامعية الأولى لهم مدة معينة أما طلاب الدراسات العليا موجودين دائماً لتقديم الخدمات.
وختم عميد كلية طب الأسنان في جامعة دمشق د. خلدون درويش كلامه، قائلاً لـ “أثر”: “يزور كل عيادة يومياً ما يقارب 50 مريضاً أي 500 مراجع يومياً لعيادات طب الأسنان في جامعة دمشق منهم معالجات أو متابعات لحالة بدأت، ويتواجد في كل عيادة ما يقارب 25 طالب دراسات عليا ونحن بصدد توسيع العيادات وتكبيرها وتحديثها حتى تستوعب عدد مرضى أكبر”.
دينا عبد ــ دمشق