أثر برس

يسمى في حلب “ميّة فرنجي” ويؤكل كوجبة على الفطور.. انتشار دبس البندورة المغشوش في الأسواق

by Athr Press G

خاص || أثر برس يتذوق أبو هاشم “دبس البندورة” المعروض في أحد محال المواد الغذائية وقبل أن يسأل عن سعره يسأل البائع: بيتوتي؟ أي صنع في المنزل، فيجيبه: طبعاً “بيتوتي ومكفول”.

دبس البندورة أو “رب البندورة” أو كما يسميه أهالي حلب “ميّة فرنجي” عنصر أساسي من المونة للعائلة في حلب ويتم تجهزيه أو شراؤه خلال شهري تموز وآب من كل عام ومع انتشار الأبنية الطابقية ووسائل الحياة المعاصرة أصبحت الكثير من العائلات تشتري هذه السلعة جاهزة.

ويؤكد “أبو هاشم” أن البحث عن سلعة غذائية غير مغشوشة هذه الأيام أصبح هو العامل الأهم مع انتشار وسائل غش كثيرة قد يصعب على الشخص العادي اكتشافها حتى لو كان سعر السلعة مرتفع كدليل على عدم غشها، مؤكداً انتشار وسائل غش كثيرة لهذه المادة.

وفي حديثه لـ “أثر برس” يجيب “أبو سلام” أحد العاملين بتصنيع دبس البندورة في منزله بأن وسائل الغش المنتشرة كثيرة ويلجأ إليها من يصنع المادة أو التجار بهدف تخفيف الكلفة وبالتالي سعر الكيلو ليكون بمتناول أكبر فئة من الناس – على حد تعبيره-، مشيراً إلى أن عدداً لا بأس به من الأهالي يشترون دبس البندورة الأرخص مع علمهم أنه مغشوش بهدف تأمينه لأسرهم ويعتبرونها وجبة فطور أو عشاء كـ “سندويشة” مع كأس شاي، كاشفاً أن سعر الكيلو غير المغشوش بين 18-20 ألف ليرة.

وعن طريقة الغش يقول أبو سلام: إن إحدى طرق الغش هي أخذ “الحتمل” قشور البندورة المعصورة من العصارة الآلية ويكون فيها القليل من ماء البندورة ومن ثم يتم تصفيتها وطحنها بماكينة الكبة لعدة مرات حتى تصبح ناعمة جداً ومن ثم تضاف إلى مياه البندورة المجففة تحت أشعة الشمس ومع قليل من الدبس غير المغشوش بنسبة 20-25 كيلو دبس صاغ إلى 75 كيلو مغشوش ويكون سعرها ما بين 3500- 5000 ليرة، مضيفاً بأن طريقة اكتشاف الغش بهذه الطريقة يكون بأخذ قسم من الدبس وفركه على راحة اليد فتنشأ ذرات صغيرة بينما الأصلي يكون كريمياً خالصاً.

ويتابع أبو سلام: وهناك طريقة أخرى لا ينتبه إليها الأهالي وتتم دون إضافة أية مواد أخرى أو غش في المكونات، وإنما تكون بالتلاعب بنسبة التجفيف، فالتجفيف يؤثر على الوزن بنسبة تصل إلى 35% فكلما كان الدبس مجففاً يفقد من وزنه العام فبدل أن ينتج طن البندورة 100 كيلو دبس ينتج ما بين 80-90 كيلو على سبيل المثال، مشيراً إلى أن بعض العائلات تفضل الدبس بنسبة رطوبة أكثر لسهولة دهنة على الخبز وحتى سهولة استعماله في الطبخ، ويبلغ سعر الكيلو من هذا النوع ما بين 8-10 آلاف ليرة.

وعن أنواع البندورة المستخدمة في إنتاج الدبس يوضح أبو سلام أنه يوجد 3 أنواع من البندورة التي تستخدم لاستخلاص العصير وهي بذرة (الواهي) وتعرف بالبندورة البلدية وتزرع في مناطق السفيرة سعرها 1500 ليرة للكيلو والنوع الثاني يسمى (حسنة) من نوع البذرة الفرنسية ويتراوح سعرها ما بين 700-1200 للكيلو والنوع الثالث (ثلاث سبعات) وتتصف بكبر حجمها، وتختلف عن بعضها بكمية العصير المستخلصة من كل نوع.

حسن العجيلي – حلب

اقرأ أيضاً