بعد كارثة الزلزال الذي ضرب البلاد في السادس من شهر شباط الماضي قررت القيادة الرياضية منع الجمهور من حضور المباريات حرصاً عليه من أذى قد يصيبه وهو في المدرجات، الأمر الذي تقبله الجمهور وهو من عانى الأمرين من الزلزال وما لحقه من أضرار بسببه.
قرار القيادة الرياضية يحتاج إلى إقناع الجمهور بأنه ليس قراراً عشوائياً ولكنه مستند على ما يُثبت عدم سلامة المنشآت، لذلك وقبل إصداره تم تشكيل لجان للسلامة العامة لفحص الملاعب والمنشآت واتخاذ ما يلزم بشأنها.
لجنة فنية ثلاثية تكشف على الملاعب:
بعد مخاطبة الاتحاد الرياضي العام نقابة المهندسين في دمشق بكتاب يحمل الرقم 535 تاريخ 6-3- 2023 والطلب منها تشكيل لجنة، رشحت النقابة أسماء ثلاثة مهندسين هم فؤاد السادة عارف محفوظ ومحمد وليد النابلسي ومحمد حسان الجبان لزيارة المنشآت والمدن الرياضية ومقرات بعض اللجان التنفيذية.
وبالفعل أجرت اللجنة زيارة ميدانية للمواقع واطلعت عليها كما اطلعت على تقارير لجان السلامة العامة التي تم تشكيلها في المحافظات، ووجهت لعدم وجود الجمهور في مدينة الجلاء الرياضية بالمزة بدمشق وملعب المدينة الرياضية بالحمدانية في حلب وملعب مدينة الباسل الرياضية في حماة وملعب استاد الباسل في اللاذقية وملعب منشأة الباسل في بابا عمرو في حمص وملعب جبلة.
وخلصت اللجنة إلى: “وبعد إجراء الإصلاحات وتنفيذ التوصيات وهي تحتاج إلى مدة زمنية حسب سرعة التنفيذ، وبعد الاطلاع على الواقع ومشاهدة الأعمال المنفذة كلها، فإنه (يمكن) للجماهير حضور المباريات بوساطة تقرير فني يقدم للجهات المعنية يؤكد السلامة الإنشائية وعدم الخطورة في حضور الجماهير”.
هذا الكلام أدخل الجمهور في حيرة إذ من غير الممكن أن يكون قد تم إجراء إصلاحات فورية خلال الكشف على المنشآت، وذهب البعض إلى أنه سوء في صياغة التقرير والقصد أنه في حال تم إجراء الإصلاحات لاحقاً وهو الأقرب للمنطق.
عدم السماح للجمهور بالحضور:
بناء على تقارير اللجان قرر المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام عدم السماح للجمهور بحضور المباريات في ملاعب كرة القدم حرصاً على سلامته.
عدم السماح للجمهور بحضور المباريات لم يمنعه من حضورها بنسب متفاوتة بحسب الملاعب والفرق وأيضاً حسب (التساهل) معه، ولاحظنا وجود آلاف عدة منه في بعض المباريات في تصميم واحد على الاستمرار في الحياة على الرغم من الكوارث والصعاب.
عودة الجمهور إلى المدرجات:
مؤخراً سمعنا تصريحات عدة وبعضها أكد لـ”أثر برس” عودة الجمهور إلى المدرجات ابتداءً من الموسم القادم، وعلى الرغم من سعادته بالقرار فإنه عاد بذاكرته للوراء مستفسراً كيف تم منعه والآن يسمح بحضوره، وهو لم يشاهد أي إصلاح أو ترميم أجري في الملاعب بهذه المدة وطالب بتفسيرات لهذا الأمر.
عضو المكتب التنفيذي يوضح الحقائق:
رئيس مكتب المنشآت في الاتحاد الرياضي العام المهندس علاء جوخه جي أجاب عن استفسارات الجمهور عبر موقع “أثر برس”: “بعد وقوع الزلزال المدمر الذي أصاب البلد وما ألحقه من أضرار جسيمة بشرية ومادية تم تشكيل لجنة فنية مختصة لفحص الملاعب والمنشآت مهمتها التوصيف توصيفاً مرئياً بالمشاهدات وضع المنشآت وما آلت إليه وأوصت حينها بحضور نسبة 40% من الجمهور للمباريات في الملاعب”.
ويضيف أن اتحاد الكرة وبالتنسيق مع المكتب التنفيذي وحرصاً على تحقيق العدالة بين جميع الأندية وحرصاً على السلامة العامة قررا تأجيل دخول الجمهور حتى يتم إجراء الصيانة وتأمين دخول آمن للجمهور إلى الملاعب، وخاطب بعدها المكتب التنفيذي لجان السلامة العامة في المحافظات المنكوبة للكشف على الملاعب والصالات فأكدت هذه اللجان كلامها السابق وتمت متابعة الموضوع من لجنة شكّلها مجلس الوزراء ففحصت هذه الأخيرة ميداني وأخذت عينات من التربة والجملة الإنشائية فأكدت اللجنة بعد صدور النتائج سلامة الجملة الإنشائية مع ضرورة صيانة الأجزاء المتضررة والتي تم ذكرها في التقارير.
“وبناء على ذلك”، يتابع الأستاذ علاء جوخه جي: “تمت صيانة الأجزاء المتضررة في ملعبي حماة وحلب وهما في طور الانتهاء، وفيما يتعلق بملعبي الباسل في اللاذقية والبعث في جبلة بدأت أعمال الصيانة بهما وستنتهي قبل بداية الدوري وبالتالي لا خوف على الجمهور من حضور المباريات بعد اتخاذ التدابير كلها وصيانة الأجزاء المتضررة”.
أما فيما يخص ملعب حمص فلم يرد بكلام الأستاذ جوخه جي أي شيء بخصوصه بالرد الذي أرسله لنا بوساطة المكتب الصحافي للاتحاد الرياضي العام.
ونجزم أنه سقط سهواً أو ننتظر توضيحاً آخر منه نرجو أن يتكرم علينا المكتب الصحافي بتوضيح أمره ليصار إلى نشره وطمأنت الجمهور عنه.
الجمهور فاكهة الكرة وعودته إلى المدرجات في الخامس والعشرين من هذا الشهر موعد انطلاق الدوري سيزيد من حرارته ونحن في آب (اللهّاب) ويشد من أزر اللاعبين.
وللأمانة الصحافية والشعبية وبعيداً عن النقد الذي نشير فيه للأخطاء وحتى لا يتهمنا بعضهم بأننا لا نرى إلا بعين واحدة فإننا نشير إلى الدور الكبير الذي أدته منظمة الاتحاد الرياضي العام وهي المنظمة الشعبية الأولى في كارثة الزلزال بوساطة مراكز الإيواء التي أقامتها في المدن الرياضية والملاعب والصالات المختلفة غير المتضررة بالإضافة إلى ما قدمته من مساعدات مختلفة.
محسن عمران || أثر سبورت