أكّد وزير الدفاع العماد علي عباس في لقاء أجراه مع قناة “روسيا اليوم”، على هامش مشاركته بمنتدى موسكو للأمن الدولي، أنّ تركيا انخرطت في الحرب ودعمت الإرهاب في سوريا، مشيراً إلى أنّه أُجريت جولات عدة من المفاوضات ولم يتم الوصول إلى تقدّم؛ بسبب عدم الإقرار التركي بالانسحاب من الأراضي السورية.
وكشف عباس، أنّ “تصريح وزير الدفاع التركي الأخير بعدم الانسحاب زاد الأمور تعقيداً”، مضيفاً: “طالما تركيا تحتل أراضي سوريا لا يمكن أن نتقدم باتجاه السلام”، وتابع: “إن أرادوا السلام مع سوريا والأمن لتركيا يجب أن يبدؤوا بالانسحاب من الأراضي السورية ويقروا بذلك”.
وأشار وزير الدفاع السوري إلى أنّ “تركيا دعمت وما تزال تدعم المنظمات الإرهابية في الشمال السوري”، داعياً أن ” تعود إلى رشدها وتوقف هذا الدعم، وأن تنسحب من الشمال السوري لتتجه نحو السلام، مؤكداً أنّ “سوريا كانت دائماً قيادةً وشعباً دولةً مسالمة بتوجيهات الرئيس بشار الأسد”.
وفيما يتعلّق بعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، قال عباس: إنّ “العلاقات الجيدة مع الدول العربية سيكون لها تأثير إيجابي في الوضع الأمني في سوريا التي كانت من مؤسسي جامعة الدول العربية”، مؤكداً أنّ “سوريا تسعى إلى أن يكون وجودها في الجامعة تعزيزاً للعلاقات، وأن تؤثر هذه العلاقة بالإيجاب على الوضع الاقتصادي والأمني والعسكري، للحفاظ على الأمن والسلم في الشرق الأوسط والمنطقة العربية”.
وتعليقاً على مشاركته في منتدى موسكو للأمن الدولي، لفت وزير الدفاع السوري إلى أنّ “العالم بدأ يصطف من جديد، وبدأت القطبية التعددية تعود إليه بما فيها من أهمية للحفاظ على حقوق الدول والشعوب من هيمنة القطب الواحد”، مبيناً أنّ “السياسية الغربية موجودة قديماً، لكن الغرب بدأ يغيّر طرقه في تطبيق هذه السياسة، وعندما لا يستطيع السيطرة على دولة عسكرياً يلجأ إلى طرق أخرى خبيثة أكثر ومؤثرة أكثر”، مشيراً إلى أنه عندما لم تستطع أمريكا والغرب النيل من سوريا وسيادتها، لجأت إلى العقوبات الاقتصادية التي كان لها تأثير كبير في الاقتصاد السوري”.
وكان وزير الدفاع علي عباس شارك اليوم في منتدى موسكو الحادي عشر للأمن الدولي، مؤكداً في كلمة له أنّ “هذا المؤتمر المهم دليل قوي على حرص روسيا والرئيس فلاديمير بوتين على توطيد دعائم الأمن والاستقرار وإعادة التوازن للعلاقات الدولية، في الوقت الذي يشهد فيه العالم ارتفاعاً في حدة النزاعات والصراعات في مناطق مختلفة”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ولفت وزير الدفاع إلى أنه “بعد نجاح الجيش السوري بمساعدة الأصدقاء، وفي مقدمتهم روسيا في القضاء على جزء كبير من الإرهاب لجأت واشنطن وحلفاؤها إلى شن حرب اقتصادية، وحصار قاتل ضد الشعب السوري”.
يشار إلى أن وزير الدفاع التركي يشار غولر صرّح في 12 من آب الجاري بأنّ “سحب القوات التركية من سوريا غير معقول من دون ضمان أمن حدود تركيا وشعبها”، معتبراً في تصريحات تلفزيونية أنّ “سوريا ستكون أكثر عقلانية فيما يتعلّق بوجود القوات التركية على أراضيها”، لافتاً إلى أنّ “أهم مرحلة من مراحل السلام في سوريا، هي صياغة دستور جديد واعتماده”.
أثر برس