خاص || أثر برس تستمر أزمة تلوث نهر العاصي منذ سنوات طويلة، لأسباب عديدة، على الرغم من أنه يعد رمزاً جمالياً وتراثاً يرتبط بمحافظة حماة، كما أنه مصدر سقاية لبعض المزروعات.
أسباب التلوث عدة:
بين رئيس دائرة الرقابة الصحية في مجلس مدينة حماة الدكتور عمر سلامة لـ”أثر” أن أسباب التلوث تعود لرمي النفايات من قبل بعض الأهالي، إضافة إلى رمي بعض المعامل منصرفات مياهها غير المعالجة فيه، ناهيك عن وجود بعض الصرف الصحي الذي يصب فيه.
من جهته، لفت عضو المكتب التنفيذي في محافظة حماة لقطاع البيئة الدكتور عبد الحميد العموري بحديثه مع “أثر” إلى أن قلة مياه النهر التي تجعله غير متدفق، هي من أسباب التلوث، موضحاً أن التلوث يؤثر على المزروعات الملامسة للأرض كالبقدونس والنعناع والخيار والبقوليات والفجل والزهرة، في حين لا يتأثر القمح والشعير والذرة وسائر النباتات العالية بالتلوث، معتبراً أن الحل هو زيادة كميات المياه المتدفقة من سد الرستن والقضاء على بؤر الصرف الصحي.
– شركة الصرف الصحي توضح:
أوضح مدير عام شركة الصرف الصحي في محافظة حماة المهندس فادي العباس لـ”أثر” أن الشركة حاولت جاهدة عن طريق الدفاع المدني الدخول إلى قناة درء السيول في مدينة حماة، فلم يستطيع عناصر الدفاع الدخول لوجود روائح مزعجة وغازات مضغوطة منذ عشرات السنين، كما أنجزت الشركة العامة للصرف الصحي في حماة دراسات لإنشاء 23 محطة معالجة للصرف الصحي الناتج عن التجمعات البشرية على طريق حماة حمص(تتضمن تهوية ومراقبة وتفتيش)، لكن الأمر توقف لعدم وجود التمويل اللازم.
– تلوث النهر يرتبط بمحافظة حمص أيضاً:
بينت مصادر مطلعة في حمص لـ”أثر” أن تلوث نهر العاصي يرتبط أيضاً بمحافظة حمص، فهناك 3 معامل فوسفات قرب بحيرة قطينة ترمي منصرفاتها في نهر العاصي لعدم وجود محطة معالجة، كما أن معمل الإسمنت في الرستن يرمي منصرفاته فيلوث النهر، لاسيما وقت الصيانة، مضيفةً أن محطة معالجة خط الصرف الصناعي لمعامل السكر والخميرة والكحول غير مؤهلة، ويساهم كذلك في تلوث نهر العاصي.
يشار إلى أن مكافحة التلوث في نهر العاصي بحسب كافة المصادر تحتاج تمويلاً ضخماً، وتعاوناً وثيقاً بين محافظتي حماة وحمص، تدعمه وزارة الموارد المائية بحسب إمكانياتها، إضافة إلى تشديد الرقابة على الشركات وإلزامها بتشغيل محطات معالجة، علماً أن بعض أصحابها ذكروا أن التركيب مستحيل نظراً للتكلفة العالية جداً، بينما يقتصر عمل مجلس مدينة حماة بين الحين والآخر على تعزيل مجرى نهر العاصي في مدينة حماة فقط، ثم لا تلبث أن تنقطع المياه وتظهر الروائح الخانقة والحشرات.
أيمن الفاعل – حماة