شهدت الساحة الإقليمية والدولية مؤخراً حضوراً عسكرياً إيرانياً، لاقى اهتماماً لافتاً من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكي والكيان الإسرائيلي، لافتين إلى تبعات هذا الحضور ومؤشراتها.
ففي سوريا تُعلن إيران باستمرار عن تقديم دعمها العسكري لدمشق، ووقعت معها اتفاقيات دفاعية عدة، كما تم الإعلان مؤخراً عن نية إيران لإرسال منظومة الدفاع الجوية دفاعي بين طهران ودمشق على الحراك الأخير الذي عادت سوريا بموجبه إلى الصف العربي، وهو الحراك الذي قادته السعودية، ما يسلط الضوء على تداعيات ذلك أيضاً على ملفات إقليمية شديدة الأهمية، مثل التقارب السعودي -الإيراني الأخير، الذي تم بوساطة صينية، والوضع في اليمن الذي يشهد هدوءاً على خلفية تقارب الرياض وطهران”.
وفي هذا السياق، سبق أن حذّر مركز “أبحاث الأمن القومي” العبري التابع لجامعة “تل أبيب” من عمليات تأهيل وترميم يقوم بها الجيش السوري، وجاء في دراسة نشرها مؤخراً: “من الواجب فحص ودراسة عملية استقواء الجيش السوري في المجالين التقليدي، مثل تقوية قوّة النار (مسيّرات والدفاعات الجويّة)، وفي المجال غير التقليدي”، زاعمةً بأن “كميات اليورانيوم الطبيعيّ التي تملكها سوريا، والمعرفة والإلمام بالبرنامج النوويّ تثيران قلق الكيان، ولاسيما أنّ هذه الأنباء تُصبِح مقلقةً أكثر بسبب العلاقة الوطيدة بين طهران ودمشق” موضحة أن “إيران تمتلك مجموعة متطورة من الصواريخ المضادّة للطائرات، والتي من شأنها أن تؤدّي إلى تحسنٍ كبير في أداء الجيش السوري”، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن إيران أعلنت رسمياً في أيّار الفائت عن تزويد سوريا بمنظومات دفاعية جويّة من طراز (خرداد 15)، ونيتها الاستمرار في تزويد دمشق بمنظومات الأسلحة المتقدّمة.
ما هي منظومة خرداد15؟
في الأسبوع الأول من نيسان الفائت أكد مساعد الشؤون الدولية في وزارة الدفاع الإيرانية العميد حمزة قلندري، أن وزارة الدفاع في طهران مستعدة لمساعدة سوريا في تعزيز دفاعها الجوي ضد الهجمات الجوية للكيان الإسرائيلي، وذلك بعدما نشرت كالة “تسنيم” الإيرانية تسجيلاً مصوراً لمنظومة صواريخ “خرداد 15″، قائلةً: “إنها ستكون بحوزة الجيش السوري، وستكون قريباً الشبح الذي يلاحق سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا” مشيرة إلى أن “هناك مفاجآت أخرى على مستوى التعاون العسكري بين إيران وسوريا”.
وبعد هذا الإعلان نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية تقريراً أشارت خلاله إلى أن “التقدير العام هو أن هذا النظام مهم لسوريا وسيزيد من قوّة دفاعها الجوي، وسيكون له تأثيرات إيجابية على سوريا التي عادت للتواصل مع المنطقة، لا سيما بعد زيارة الرئيس الأسد إلى عمان هذا الأسبوع” مضيفة أن “هذه الخطوة الإيرانية لها تداعيات على دور روسيا في سوريا، وربما على دور تركيا والولايات المتحدة، وكذلك على سياسة إسرائيل إزاء سوريا”.
كما قدّم التقرير الذي نشرته الصحيفة العبرية، شرحاً مفصّلاً لنظام الدفاع الجوي الإيراني، مشيراً إلى أن “النظام له قدرات مهمة للغاية، ويمكنه اكتشاف الأشياء حتى عن بعد 150 كيلومتراً باستخدام الرادار، والاشتباك مع أهداف على بعد 45-75 كيلومتراً، ويمكن للنظام أن يواجه العديد من التهديدات في نفس الوقت، إضافة إلى أنه يستخدم النظام صاروخ يُدعى صياد3” مضيفة أن “بعض التقييمات ترى بهذا النظام أنه يُعتبر تحسيناً لنظام S-300 الروسي الصنع”.
يشار إلى أن آخر الاتفاقات التي تم توقيعها بين الجانبين السوري والإيراني كانت في آذار الفائت خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، حيث وقّع مع الرئيس بشار الأسد مذكرة تفاهم لخطة تعاون استراتيجي شامل وطويل الأمد.