خاص|| أثر برس عادت من جديد الاشتباكات بين “مجلس دير الزور العسكري” و”قوات سوريا الديمقراطيّة- قسد” في دير الزور شرقي سوريا، إذ اندلعت الاشتباكات على خلفية اعتقال “قسد” قائد المجلس أحمد الخبيل، ومحاصرة قادة آخرين من المجلس في مدينة الحسكة، عُرف منهم القياديان محمد جبر الشعيطي، وأبو الحارث الشعيطي، وشقيق الخبيل جلال.
وأشارت مصادر “أثر” إلى أن هذه الخطوة حصلت فجأة، وسط معلومات عن تنسيق مسبق بهذا الشأن بين “قسد” وقيادة “التحالف الدولي”.
وفي تفاصيل ما حدث، أفادت مصادر “أثر” بأنه تم استدراج قائد “مجلس دير الزور العسكري” من قبل “قسد” إلى “عين الوزير” في مدينة الحسكة واعتقلته، بعدما فرضت حظراً للتجوال في بعض أحياء مدينة الحسكة، وقطعت الطرق الرئيسة فيها، وأصدرت بياناً أعلنت فيه إطلاق حملة “تعزيز الأمن” لملاحقة خلايا تنظيم “داعش” في دير الزور.
وبعد كشف حادثة اعتقال “الخبيل” استهدف عناصر “مجلس دير الزور العسكري” في الريف الشمالي لدير الزور مقرات وحواجز تتبع لـ”قسد” وقطعوا الطرقات في أرياف منطقة الجزيرة.
وأصدر “مجلس دير الزور العسكري” بياناً بعنوان “تحرير ديرالزور من الاحتلال الكردي”، وطالب البيان العناصر والقادة المنتسبين كافة بالقتال ومهاجمة أماكن وجود “قسد” في دير الزور، والعمل لاعتقال الكوادر الكرد، لتتوسع رقعة الاشتباكات بعدها وشملت بلدات أبريهة الحصين، والعزبة، ومدينة البصيرة، ومنطقة المعامل.
وأضافت مصادر “أثر” أن “المجلس” اعتقل عناصر من “قسد” في بلدة العزبة، وهاجم حواجز الأخيرة في بلدتي أبو حمام وغرانيج بالريف الشرقي، لافتةً إلى أن “قسد” أرسلت تعزيزات عسكرية قادمة من الحسكة، وأخرى من الرقة.
كما أجرى شيوخ عشائر من الجزيرة الفراتية أمس الأحد، اجتماعاً للتباحث بواقعة اعتقال “الخبيل” وقادة معه من “مجلس دير الزور العسكري”.
ووفق مصادر “أثر” فإن أوساط عشائرية، أشارت إلى أن إقدام “قسد” على اعتقال “الخبيل” سيترتب عليها تداعيات عدة، لافتة إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى إبعاد قائد “مجلس دير الزور العسكري” الخبيل عن الواجهة الأمنيّة والعسكرية في مناطق سيطرة “قسد”.
توترات بعد الصلح
شهد شهر تموز الفائت توترات واشتباكات عنيفة بين “قسد” و”مجلس دير الزور العسكري”، ففي 10 تموز الفائت أرسلت “قسد” تحشيدات عسكرية إلى القرى الواقعة عند خطوط التماس مع الجيش السوري في دير الزور، واستبدلت نقاط تسيطر عليها “الأسايش (الذراع الأمني لقسد)” بالنقاط العسكرية كافة التي يسيطر عليها “المجلس”.
وأكدت مصادر “أثر” حينها أنّه من ضمن القوات التي أرسلتها “قسد” كان هناك عناصر من قوات “الصناديد” التابع لـ”بندر الجربا” شيخ قبيلة “شمّر” وكان مع هذه القوات أوامر باعتقال أي شخص مُخالف من عناصر “مجلس دير الزور العسكري”، حتى الذين يملكون مهام مُصدّقة من قادتهم.
وأقدمت “قسد” على ذلك الإجراء بعد انتشار تسجيل صوتي لقائد “المجلس” أحمد الخبيل، اتهم فيه قيادة “قسد” بتعيين مفوض سامٍ في دير الزور للتحكّم بمصير المنطقة، وقال إنّه أعطى تعليماته لجميع عناصره بالاستنفار استعداداً لمواجهات قادمة وصفها بحرب خارجية وداخلية مع أطراف عدّة يختلف معها، ومن بينها قيادة “قسد” وقوات “الأسايش” التابعة لها.
وبعد نحو 20 يوماً من هذا التصعيد، ظهر الخبيل، في لقاء تلفزيوني على قناة “روناهي” الكردية، نفى فيه الحديث عن وقوع خلاف بينه وبين “قسد”، مشيراً إلى أنّ “التسجيلات الصوتية التي سُربت له أخيراً كانت خلال نقاشه مع الرفقاء في مجلس دير الزور العسكري”.
يشار إلى أن “مجلس دير الزور العسكري” هو أحد التشكيلات التي تتبع إلى “قسد”، وتشكل عام 2016 ومقاتلوه هم من أبناء قبيلتي “العكيدات والبكارة”، ويتركز ثقله الأساسي في منطقة دير الزور.
عثمان الخلف- دير الزور