أثر برس

بعد عزل “الخبيل” رسمياً.. خبراء يوضحون لـ”أثر” سبب تمسك واشنطن بـ”مجلس دير الزور العسكري”

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس تتسارع وتيرة الأحداث في محافظة دير الزور بعد إقدام “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” على على اعتقال أحمد الخبيل، قائد “مجلس دير الزور العسكري”  الذي يُعتبر أحد تشكيلاتها.

التقديرات تؤكد أن قرار التخلص من “الخبيل” تم اتخاذه منذ أشهر عندما انتشرت تسجيلات صوتية تؤكد نيته للانفصال عن “قسد” قائلاً: “لا نريد مندوباً سامياً في منطقتنا”، لكن تبعية الخبيل، إلى العشائر العربية ووقوفها خلفه، دفعت “قسد” إلى دراسة أمر اعتقاله وعزله، والإقدام على هذه الخطوة عبر اتباع أسلوب الاستجرار والمكيدة للإيقاع به، بعد فرض حظر تجول في المنطقة وإعلانها عن عملية أمنية بزعم محاربة خلايا تنظيم “داعش”.

لكن الأمر لم ينتهي باعتقاله مع مجموعة من قياديي “المجلس”، حيث بدأ الأخير بحشد أبناء العشائر العربية، التي أبدى معظمها تضامنها مع “الخبيل” والإعلان عن عملية ضد “قسد”، وبالتالي خروج الأمور عن السيطرة في المنطقة الشرقية.

اعتقال “الخبيل” المفاجئ من قبل “قسد” وتسارع الأحداث بهذه الطريقة خلال 3 أيام فقط، وغياب أي موقف من “التحالف الدولي” الداعم للقوى المتصارعة، أثار إشارات استفهام عدة حول الموقف الأمريكي مما يجري.

وفي هذا الصدد، أشار الدكتور والأكاديمي فريد سعدون في حديث لـ”أثر” إلى أنه ” بمجرد أن بدأ أحمد الخبيل بالتعبير عن نواياه المعارضة لقسد، تم اتخاذ قرار إقصائه، لكن تنفيذ القرار احتاج إلى ترتيبات معينة، لأن مجلس دير الزور العسكري عبارة عن قوة عسكرية وتحظى بدعم عشائري”.

وحول موقف واشنطن من إبعاد الخبيل، قال سعدون: “الحفاظ على وحدة قسد، وإبعاد الأشخاص التي تفكر بانشقاقات أو بتمرد وعصيان عليها، أمر مهم بالنسبة للأمريكان في هذه المرحلة، وبمجرد أن بدر من الخبيل تصرفات توحي بأنه يستعد للانشقاق أو يستعد لنوع من التمرد العسكري تم اتخاذ قرار إقصاؤه” موضحاً أن وجود أشخاص تفكر بالتمرد على “قسد” أمر يضر بمصلحة الأمريكيين في المنطقة.

ما مصير “مجلس دير الزور العسكري”؟

تشكل القبائل العربية قوام “مجلس دير الزور العسكري” وبشكل أساسي قبيلة “البكارة”، ووفقاً للتقديرات فإن هذه التشكيلة التي يتكون منها “المجلس” يدفع واشنطن إلى التمسك بوجوده بهدف كسب ود المكون العربي والعشائري في المنطقة، وفي هذا الصدد يوضح الدكتور سعدون في حديث لـ”أثر” أن “الجانب الأمريكي يحاول كسب جميع المكونات بالمنطقة” مشيراً إلى أنه من غير المنطقي أن تبقى “قسد” قوة كردية خالصة، خصوصاً أن المكون العشائري في دير الزور هو الطاغي في النسيج الاجتماعي شرقي البلاد.

ولذا لفت سعدون إلى أن “إنهاء مجلس دير الزور بشكل واضح ونهائي لا يخدم المصلحة الأمريكية، لأن إنهائه يعني إقصاء لشريحة كبيرة من المجتمع في المنطقة”.

ما السيناريو المتوقع لهذا الصراع؟

من أبرز مستجدات الصراع الحاصل بين “قسد” و”مجلس دير الزور العسكري” هو إعلان “قسد” عبر بيان رسمي عن عزل “أحمد الخبيل- أبو خولة” من منصبه، وقال البيان: “قرر المجلس العسكري لمجلس دير الزور العسكري وبموافقة المجلس العسكري لقوات سوريا الديمقراطية عزل أحمد الخبيل من مهامه في قيادة مجلس دير الزور العسكري، وإنهاء مهام أربعة أشخاص آخرين ضمن المجلس على علاقة مباشرة بتلك الجرائم والتجاوزات”.

وعزا البيان سبب عزل “الخبيل” إلى جملة من الحوادث أبرزها  “ارتكاب الجرائم والتجاوزات المتعلقة بتواصله مع جهات خارجية، وجرائم جنائية بحق الأهالي والإتجار بالمخدرات، وسوء إدارته للوضع الأمني ودوره السلبي في زيادة نشاط خلايا داعش، واستغلال منصبه في مصالحه الخاصة والعائلية”.

ما تم التوصل إليه يتلاءم مع ما رجّحه سعدون في حديثه لـ”أثر” حيث قال: “أتوقع أنه سيعاد تكشيل مجلس دير الزور العسكري، واختيار قيادة جديدة ممكن تكون قيادة لمرحلة انتقالية، ليتم فيما بعد اختيار قائد دائم للمجلس من قبل أعضاء المجلس نفسه”.

وخلُص سعدون إلى أن ما حصل “عبارة عن إعادة هيكلة والقضاء على أي بوادر للانشقاق أو العصيان أو التمرد”.

الجدير بالذكر أنه في تموز الفائت شهدت دير الزور توترات بين “قسد” والمجلس”، وبعد أيام من هذه التوترات اجتمع قائد المجلس “أحمد الخبيل” مع قادة من “التحالف الدولي”، وبعد الاجتماع أدلى “الخبيل” بتصريح صحفي أكد خلاله أنه “قسد” هي المرجعيّة الوحيدة لكافة المجالس العسكرية في شمال وشرق سوريا، نافياً وجود خلافات بينه وبين قيادات “قسد”.

زهراء سرحان

اقرأ أيضاً