أجرى وزيرا الخارجية التركي حقان فيدان، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اتصالاً هاتفياً بحثا فيه التطورات في فلسطين وسبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما أفادت مصادر دبلوماسية بأن الجانبين تطرقا أيضاً إلى الملف السوري وملف التقارب بين دمشق وأنقرة.
وأكد عبد اللهيان “ضرورة الوقف الكامل لجرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية” وأشار إلى أنه من الضروري أن تتخذ إيران وتركيا، إلى جانب الدول الإسلامية الأخرى، إجراءات أقوى لدعم الأمة الفلسطينية، وفق ما نقلته وكالة “مهر” الإيرانية.
بدورها قالت الخارجية التركية في بيان أصدرته أمس الأحد: “جرى في الاتصال الهاتفي مناقشة الهجمات الإسرائيلية غير المشروعة على غزة وجهود المساعدات الإنسانية للفلسطينيين والإجراءات المحتملة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في المنطقة”.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر دبلوماسية أن “فيدان أكد في الاتصال مع عبداللهيان، أن تركيا ستواصل بذل الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، ومنع اتساع رقعة الصراع بين إسرائيل وحركة حماس إلى مناطق أخرى”.
وفيما يخص الملف السوري، نقلت “الشرق الأوسط” عن مصادرها أن الجانبين بحثا المستجدات السورية، موضحة أن عبد اللهيان، أكد أن بلاده ستواصل جهودها لدعم مساعي تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، وكذلك تم التطرق إلى مسألة مكافحة نشاط “حزب العمال الكردستاني” شمالي العراق وامتداده في سوريا، و”وحدات حماية الشعب الكردية” التي تشكل أكبر مكونات “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”.
وكان فيدان، قد تطرق إلى الملف السوري في القمة الدولية للاتصالات الاستراتيجية التي أُجريت في إسطنبول، يوم الجمعة الماضي 24 تشرين الثاني الجاري، إذ قال: “قلنا دائماً إن الدعم الذي قدمه حلفاؤنا، خصوصاً الولايات المتحدة، لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، التابعة له باسم القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي، كان خطأً استراتيجياً كبيراً”، مشدداً على أن بلاده ستواصل اتخاذ كل الخطوات وكل الاحتياطات اللازمة لتعزيز أمنها القومي.
وفي 20 تشرين الثاني الجاري، قال فيدان، في اجتماع لجنة الموازنة بالبرلمان التركي: “إحدى أولوياتنا في الميدان السوري، هي القضاء على التهديد الإرهابي، وخاصة حزب العمال الكردستاني وداعش”، معتبراً أن “بعض الدول تستمر في دعم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب تحت ستار القتال ضد تنظيم داعش”.
وشهد مسار التقارب السوري- التركي حالة من الجمود، على وقع أحداث “طوفان الأقصى” في فلسطين والتصعيد “الإسرائيلي” ضد قطاع غزة، وكانت آخر المستجدات التي شهدها هذا المسار هي زيارة أجراها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى سوريا التقى فيها الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية فيصل المقداد، وناقش حينها الرئيس الأسد مع عبد اللهيان ملفات عدة منها ملف الانسحاب التركي من الأراضي السورية وحتمية حدوثه بوصفه شرطاً لا بد منه لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق وأنقرة.