خاص|| أثر برس يتجه عدد لا بأس به من الأطباء في سوريا مؤخراً لتعلم لغة الإشارة، من أجل التعامل مع المرضى الصم والبكم بسهولة أكثر.
تقول الطالبة في كلية الطب سنة سادسة نايا إبراهيم (صاحبة مبادرة سماعتي تسمعكم للتشجيع على تعلم لغة الإشارة) لـ “أثر”: “بدأت فكرة تعلم لغة الإشارة للتواصل مع المرضى الصم في المشافي والإسعاف والعيادات عندما راجع قسم الإسعاف بالمشفى الذي أنا فيه، مريض أصم تعرض لكسر كان من الصعب التواصل معه فلم يكن معه أحد من عائلته، لحظتها ولدت الفكرة لدي”.
تتابع إبراهيم: “كنا نحن الأطباء بحاجة إلى التواصل معه وبعد وقت تمت الاستعانة بخبير لغة إشارة لكن لم يكن سريعاً ولم يلبِّ حاجة المريض، لذلك بدأت أفكر بضرورة تعلم لغة الإشارة بوصفنا أطباء، فذلك بات ضرورة لدقة التشخيص”، مضيفةً: “وهناك مريض آخر مصاب بقدم الفيل راجع المشفى وهو أصم فكانت فكرة تعلم لغة الإشارة جواباً حاسماً اتخذت قرار تنفيذه لحل مثل هذه القصص وبعد التواصل مع جمعيات وفريق معني بتعليم ذلك، شاركت وزملائي بكلية الطب سواء (سنة أخيرة وطلاب دراسات ومقيمين بالمشافي أم مختصين بدورة لتعلم لغة الإشارة ولاقت حينها صدىً إيجابياً كبيراً”.
وبحسب إبراهيم فإن الكل أجمع على فائدة الدورة التي تم إجراؤها، إذ استفاد منها 50 طبيباً من مختلف الاختصاصات، مشددة على ضرورة أن يكون على الأقل بكل مشفى طبيب واحد يعرف لغة الإشارة فطلب خبير بها ليشرح حالة المريض ليس بالأمر السهل.
وتابعت إبراهيم: “خلال الدورة التي استمرت شهر تم التواصل مع الصم وتقديم استشارات طبية لهم خاصة النساء الصم وتم تقديم توعية صحية بسرطان الثدي والصحة الإنجابية ومخاطر مرض السكري”.
بدورها، خبيرة لغة الإشارة فرح التل التي تعمل ضمن فريق “الصم المبدعون” أكدت أهمية نشر لغة الإشارة بالمجتمع وتعليمها لمختلف الاختصاصات لتحقيق دمج حقيقي لهم بالمجتمع، موضحة لـ “أثر” أنه توجد لغات عدة للإشارة وفي سوريا المعتمد هو القاموس الإشاري العربي علاوة على أنه يوجد محتوى كامل خاص للأطباء للتواصل مع المرضى الصم.
كما شددت على أهمية تعلم لغة الإشارة لوجود عائلات بأكملها صم فالطبيب والمسعف وأي شخص آخر من السامعين من الضرورة أن يعرفوا لغة التواصل معهم.
وأشارت التل إلى أن الفريق مستعد لإقامة دورات تدريب للصم والسامعين لتعلم لغة الإشارة، متابعة: “أجرينا دورات عدة لأشخاص صم وسامعين يعملون بمختلف المجالات وهي خطوة مهمة لتحقيق دمجهم بالمجتمع والحصول على حقهم بالخدمات”.
وعن الترجمان المحلف للغة الإشارة، بينت التل أنه خبير بلغة الصم ويؤدي يميناً بالمحكمة ومرخص من وزارة العدل وتتم الاستعانة به في المحاكم أو المشافي أو أي مجال يحتاج إلى أخذ إفادة من شخص أصم، وفي سوريا كان عددهم 7 أشخاص وهي واحدة منهم”.
وعن تجربته باتباع دورة تدريب في لغة الإشارة، قال طالب الطب في السنة الأخيرة أمجد الصالح لـ “أثر”: “تم تدريبنا عملياً على أخذ القصة السريرية من مريض أصم بعد تعلم مجموعة من الإشارات التي تعبّر عن مرادفات شكواه أو الخدمة الطبية التي يحتاجها”.
ورأى الشاب أمجد أنها تجربة غنية يسعى لتطويرها عبر تعلم قاموس لغة الإشارة بعدد من اللغات غير القاموس الإشاري العربي وتعلم لغة برايل للمكفوفين لتلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة.
وختم طالب الطب كلامه متحدثاً عن أهمية تعلم لغة الإشارة، إذ إن ذلك يسهم بغنى معلومات الطبيب لأخذ الشكوى بدقة من المريض سواء في الإسعاف والمشافي أم في العيادات وهي جداً مهمة لمختلف الاختصاصات منها الطب النفسي للتعرف إلى حالة المريض النفسية في حال تعرضه لأي حادث لا يستطيع الحديث عنه.