تناول وزير الخارجية التركي حقان فيدان، مستقبل مسار التقارب السوري- التركي، مؤكداً أن التواصل بين الجانبين يمكن أن يكون مباشراً أو غير مباشر وعلى مستويات مختلفة.
وقال فيدان، في مؤتمر صحافي أجراه أمس الأربعاء، في معرض ردّه على سؤال بشأن اللقاء مع الدولة السورية في القمة الرباعية التي عقدت في موسكو قُبيل انتخابات الرئاسة التركية (14 أيار 2023)، ومدى إمكانية إجراء لقاء جديد مع دمشق: “إن مسألة الاتصال لها دائماً أبعاد مختلفة، ويمكن أن تكون مباشرة أو غير مباشرة، وعلى مستويات مختلفة” وفق ما نقلته قناة “ntv” التركية.
وأوضح فيدان، أن “الجميع متمسك بمواقفه وهناك صورة رسمناها في إطار اتفاق أستانا، ومن المهم حمايته”، مضيفاً أن الأولوية الآن هي منع نشوب صراع جديد.
أكّد وزير الخارجية التركي حقان فيدان أن بلاده تولي اهتمامها الخاص بإنهاء حالة الصراع الدائرة بين النظام السوري والمعارضة، ومنع “نشوب صراع جديد” بين الطرفين.
وفي الأسبوع الأخير من تشرين الثاني الفائت، أجرى وزيرا الخارجية التركي والإيراني اتصالاً هاتفياً بحثا فيه التصعيد في فلسطين، ونقلت حينها صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر دبلوماسية أن الجانبين بحثا المستجدات السورية، موضحة أن عبد اللهيان، أكد أن بلاده ستواصل جهودها لدعم مساعي تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، وكذلك تم التطرق إلى مسألة مكافحة نشاط “حزب العمال الكردستاني” شمالي العراق وامتداده في سوريا، و”وحدات حماية الشعب الكردية” التي تشكل أكبر مكونات “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”.
وفي 31 آب التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الرئيس بشار الأسد، في العاصمة دمشق، وأكد الرئيس الأسد حينها موضوع الانسحاب التركي من الأراضي السورية وحتمية حصوله بوصفه شرطاً لا بد منه لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق وأنقرة، بدوره أكد وزير الخارجية الإيـراني ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وبدأت اللقاءات العلنية بين سوريا وتركيا وروسيا وإيران في 28 كانون الأول 2022، إذ أُجري اجتماع بين وزراء دفاع سوريا وروسيا وتركيا في موسكو، وأُجري بعده اجتماع نواب وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا، تبعه في 24 نيسان الفائت اجتماع آخر لوزراء دفاع الدول الأربع، وتم فيه التوصل إلى نتائج إيجابية في الصعيد العسكري بين الجانبين، وفي 10 أيار الفائت أُجري اجتماع بين وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا في العاصمة الروسية موسكو.
يشار إلى أنه تم فتح ملف التقارب السوري- التركي في بداية تموز 2022، إذ أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، نية بلاده لتقريب وجهات النظر بين سوريا وتركيا، وتم حينها إجراء قمة ثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران في طهران، تبعها لقاءات سورية- تركية جرت بوساطة روسية- إيرانية، وذلك على مستوى وزراء الدفاع والخارجية.