أثر برس

خطأ مطبعي في أحد النماذج المؤتمتة لامتحان الرياضيات.. وموجه المادة يرد على شكاوى الطلاب

by Athr Press G

خاص|| أثر برس تردد عدد من طلاب الثالث ثانوي عن تقديم اختبار النموذج الوزاري لمادة الرياضيات نظراً لتعقيد الأسئلة ومستوى صعوبتها، واتجه البعض الآخر للانسحاب من الامتحان منذ الساعة الأولى، بحسب ما أفاد عدد منهم لـ”أثر”.

“ماذا سأفعل خلال الامتحان الأخير؟” بهذه العبارة بدأ الطالب “جواد” حديثه لـ”أثر”، موضحاً أن اختبار مادة الرياضيات أخذ منه كامل طاقته، ومع ذلك لم يستطع حل 60% من الأسئلة، نظراً لاختلاف طريقة كتابتها وصياغتها، عدا عن المدة الزمنية غير الكافية لتحليل العبارات الجبرية والمسائل.

كما شرحت الطالبة “آية” لـ”أثر” أن رغم كل ما درسته في اليوم السابق من الامتحان، لم تكن راضية عن إجاباتها، بالإضافة إلى أن المنهاج المعطى غير مطابق للأسئلة الامتحانية، فأخذت الوقت كاملاً لتكمل حل المسائل وتقدم ما لديها من معلومات، بحسب تعبيرها

“أسئلة تعجيزية” هكذا وصف الطالب “عماد” أسئلة مادة الرياضيات، موضحاً لـ”أثر” أنه لم يستطع قراءتها كاملة، حيث أنه توقف عند معادلة وحاول إيجاد الحل بأكثر من طريقة ولكن لم يكن الجواب ضمن الخيارات الموجودة، ما أثار خوفه ودفعه للانسحاب وعدم المتابعة.

مدرسو المادة:

الموجهة “سماح” من إحدى مدارس ريف دمشق، بدورها أكدت لـ”أثر” خروج معظم الطلاب من الامتحان غير راضيين عن أنفسهم وإجاباتهم، مرددين جملة “الأسئلة صعبة كتير”، وأنهم عجزوا عن حل بعض الأسئلة ضمن الوقت المحدد لهم.

من جهته، أكد مدرس مادة الرياضيات أ.سامر الأعور لـ”أثر” أن صعوبة اختبار مادة الرياضيات لن ينجو منها الطالب المتفوق، وإذا استمر نمط الأسئلة على هذا النحو لن يستطيع الطالب حلها وإن اطلع على جميع المنهاج، والأمر غير متعلق بالوقت بل بدراسة الفكرة والتعاطي معها من قبل الطالب.

وتابع أنه كان من المفضل تغيير الكتاب بحيث يلائم الطلاب أو تقسيم العلامة ثلث كتابة وثلثان “أتمتة”، وتبقى فكرة تطبيق نمط الأسئلة الجديد للعام القادم.

شاطره الرأي مدّرس آخر للمادة مفضلاً عدم ذكر اسمه، وأكد لـ”أثر” أن الأسئلة لا تناسب مستوى الطالب، وتحتاج أكثر من ساعتين ونصف للإجابة عليها، عدا عن وجود خطأ فادح بسؤال اختر الإجابة الصحيحة بأحد النماذج، ليتفاجأ الطلبة بأن الإجابة غير موجودة بين الخيارات.

الرد على الشكاوى والاعتراضات:

بدوره، اعتبر مدير مركز القياس والتقويم رمضان درويش لـ”أثر” أن عملية تحويل شكل الأسئلة هي عملية مدروسة وناجحة بامتياز، نظراً لتفادي إشكاليات عدة كانت تسري أثناء الامتحان والغاية من وضعها انتقاء النخبة من الطلاب وأن يأخذ كل طالب فرصته المناسبة في حياته الجامعية.

وتابع: نظام الأتمتة يسرع عمليات التصحيح وإظهار النتائج مبكراً ما يقرب الدوام الفعلي للجامعات، ثانياً التصحيح يكون دقيق جداً خالي من التكهنات أثناء قراءة الإجابة من قبل المصحح، ثالثاً يمنع منعاً قطعياً حدوث عمليات الغش سواء في داخل القاعة الامتحانية أو خارجها حيث سيتم توزيع 4 نماذج مختلفة على الطلاب، رابعاً بدلاً من إضاعة وقت الطالب بالكتابة سيكون الوقت الأكبر للتفكير وبالتالي الطلبة المتميزين لن يؤثر هذا الأمر عليهم، وفي حال انخفض مجموعهم العام ستبقى المراكز الأولى لهم.

وأكمل درويش كلامه مؤكداً أنه ستتم دراسة عملية انتقاء الأسئلة والوقت المناسب لها، حيث سيتم بربط المدة التي احتاجها الطلاب الخمسة الأوائل بكل قاعة امتحانية في عدة محافظات للانتهاء من حل الورقة وتسليمها ليستطيع تقدير الوقت اللازم لحل الأسئلة من قبل جميع المستويات.

خطأ مطبعي في أحد النماذج:

وفي نفس السياق، كشف الموجه الأول لمادة الرياضيات في وزارة التربية ميكائيل حمود لـ”أثر” أن اختبار الرياضيات يعتبر تجربة موضوعية للطالب ويضعه أمام الصورة التي سيكون عليها في الامتحان النهائي، والفارق بين النمط القديم والنمط الحديث كبير لأن الطريقة التقليدية تختلف كلياً عن طريقة الأتمتة، وسابقاً كان الاختبار يتألف من 10 أسئلة أما الآن يتألف من 40 -50 سؤال، فهو أكثر شمولية لذا يجب على الطالب أن يكون مطلع على المنهاج بشكل كامل ويستخرج من كل فقرة سؤال.

ونفى حمود وجود أي إشكاليات علمية في تكوين الأسئلة وأن ما تم تناقله حول وجود خطأ في أحد النماذج، فهو خطأ مطبعي ناجم عن تغير أحد حروف المسألة، سيتم تداركه في الامتحان القادم، معتبراً مستوى الأسئلة متنوع بين سهل ووسط وصعب، مضيفاً: “من الطبيعي ألا يكون الطالب ذو المستوى المتوسط راضياً عن جميع الأسئلة على عكس الطالب الذكي والمتابع دراسياً”.

ويرى حمود أن ساعتين من الوقت كافية لحل 40 سؤال أتمتة، لأن الطالب لا يحتاج أكثر من ثلاث دقائق للإجابة عن كل سؤال، وفي حال وجود بعض الطلاب لم ينهوا الإجابة على كامل الأسئلة، فستكون المشكلة منهم، لأن طالب البكالوريا هو بناء علمي مكون من (العاشر، ثاني ثانوي، ثالث ثانوي) وبالتالي خبرته توجهه إلى حصر الحل ضمن إجابتين ليعتمد على واحدة منهم، بينما الطالب “الحفظي” سيفكر بالأجوبة الخمسة الموجودة وسيستغرق وقت أكثر.

وأنهى حمود حديثه لـ”أثر” بالتأكيد على عدم الاعتماد على أي نوطة أو توقعات أو دفاتر، والتركيز على الكتاب فقط، لأن التوقعات لا تجدي نفعاً.

يشار إلى أن وزير التربية محمد عامر المارديني صرح مسبقاً بإلغاء الدورة الامتحانية الثانية (التكميلية) في الشهادة الثانوية العامة، وأن الامتحانات المؤتمتة ستطبق هذا العام على بعض المواد في الامتحان النصفي والتجريبي.

وتبعه صدور المرسوم رقم (1) لعام 2024 الذي ينص على السماح لطلاب الشهادة الثانوية العامة بمختلف فروعها بالتقدم لدورة امتحانية واحدة فقط خلال العام الدراسي الواحد على أن يبدأ تطبيق هذا النظام ابتداء من العام الدراسي القادم 2024-2025، كما نص المرسوم أيضاً على أنه لا يجوز بعد تصحيح أوراق الإجابة وإعلان النتائج، إعادة تصحيح هذه الأوراق بأي وجه من الوجوه.

ولاء سبع

اقرأ أيضاً