أثر برس

العمل عبر الإنترنت خط جديد بسوق العمل ينغصه انقطاع الكهرباء وسوء التغطية

by Athr Press B

خاص|| أثر برس  يلقى العمل عبر الإنترنت رواجاً واسعاً خلال هذا الفترة في سوريا كونه فرصة عمل لا تحتاج إلى مقر دائم وتخفف عبء المواصلات فضلاً عن إمكانية متابعة شؤون المنزل والأمور الخاصة من دراسة وتربية أطفال في الوقت نفسه، وهذا جعل الشباب من طلاب الجامعة والنساء أكثر إقبالاً عليه.

تقول دعاء (طالبة في المعهد السياحي) إن تجربتها بالعمل عبر الإنترنت بدأت منذ 5 أعوام في إحدى الشركات التي نشرت إعلاناً تحتاج فيه إلى مشرفة تسويق، موضحة أن عملها يتطلب متابعة القائمين على التسويق الفعلي وتزويدهم بعناوين طالبي السلع والكميات التي جهزتها في وقت سابق.

تعمل دعاء من الساعة العاشرة صباحاً حتى الرابعة مساء، مبينة لـ”أثر” أن هذا النوع من العمل يناسب طبيعة دوامها بالمعهد كونه إلزامي لذلك تتابع العمل خلال أوقات الفراغ بشكل لا يؤثر على دوامها في المعهد، مشيرة في الوقت ذاته إلى وجود صعوبات نوعاً ما نتيجة انقطاع النت بسبب تقنين الكهرباء أو نفاذ باقة السيرف التي لديها إضافة إلى وجود بعض الزبائن التي تغير نوع السلعة التي قامت بشرائها عبر الإنترنت أكثر من مرة أو عدم معرفة عامل التوصيل للعنوان بسهولة الأمر الذي يتطلب “البال الطويل والصبر” على حد تعبيرها.

تتنوع المهن التي يمكن القيام بها عبر الإنترنت فليس التسويق أو ما يعرف بالتجارة الإلكترونية يمكن عبره فقط بل منها في مجال التعليم أون لاين أو التدريب أو تحديث مواقع إلكترونية إعلامية وإعلانية أو إدارة صفحات فيسبوك وغير ذلك.

تعمل راما (26 عاماً) عبر الإنترنت في مجال التدريب الافتراضي على برامج المحاسبة وتصف ذلك بالأمر السهل، إذ إنه وفر وقتاً لكثير من الأشخاص للحصول على التدريب ووفر عليها أجور المواصلات للذهاب إلى مركز التدريب الذي تعاقدت للعمل معه، مضيفة لـ “أثر”: “لكن الأمر لا يخلو من المنغصات، مثل انقطاع الإنترنت والكهرباء وضعف الشبكة لذلك مدة التدريب ساعتان يومياً يتم تحديدها بالاتفاق عبر مجموعة على الواتساب تتضمن أسماء متلقي التدريب، لكن أوقات التقنين غير المنظمة يجعل الأمر متغيراً دائماً وساعات التدريب أطول في أكثر الأحيان كون الاتصال ينقطع أكثر من مرة”.

يرى مهند ولؤي (يعملان في الإعلام الإلكتروني) أن العمل عبر الإنترنت يحمل الكثير من التعب مقارنة بالمردود المادي فهو وإن وفر المكان الأريح لكنه يحتاج إلى وجود بطارية شحن أو طاقة شمسية بالإضافة إلى تكلفة الاتصالات وغير ذلك، متابعان: “كما أننا بحاجة إلى تقنيات وبرامج متطورة لتواكب احتياجات هذا النوع من العمل لكن مع الأسف لا نجدها في بلدنا”.

بدورها، تعتبر الخمسينية أم أغيد أن عملها عبر الإنترنت فرصة ذهبية لها لعدم تمكنها من مغادرة منزلها فهي تقوم برعاية زوجها المريض لذلك تسوق ما تنتجه من أصناف طعام أعدتها بالمنزل عبر صفحة في الفيس بوك وتتلقى طلبات الزبائن في الواتساب وتحدد لهم موعد استلامها عندما تجهز وفق طلبهم من منزلها، مؤكدة لـ”أثر” أن العائد المادي مقبول مقارنة فيما لو أنها استأجرت محلاً أو سيارة لنقل الطلبات.

ينظر الكثير من الشباب نظرة إيجابية للعمل عبر الإنترنت لكن توفر شروطها بالحصول على اتصال سريع من دون انقطاع وكهرباء دائمة يشكل عقبة كبيرة برأيهم، إذ يذكر ميسر أنه بسبب أعطال الراوتر في منزله أكثر من مرة ولفترة طويلة، ففي أحد المرات لم يتمكن من التواصل مع أحد الزبائن الذين طلبوا منه قطع مجسمات زينة لإحدى المناسبات، بينما كشفت سهى أن العمل عبر الإنترنت يحتاج إلى مهارات تواصل يجب تعلمها أيضاً تماماً للتفاهم مع الزبائن الذين لم يعتادوا أيضاً هذا النوع في إنجاز خدماتهم لذلك نجد عدداً منهم يتعامل بمزاجية.

شركات وفرق عدة روجت لنفسها في مواقع التواصل الاجتماعي اتخذت تسميات عدة لإطلاق خدماتها في الإنترنت حملت أسماء مختلفة منها “تكرم” و”طلبك عنا”، وغيرها تعلن عن وجود أشخاص يقدمون خدماتهم الأمر الذي يؤكد رواج فكرة العمل عبر الإنترنت وطلب خدمات منه.

وكان موقع “أثر” قد نشر نهاية العام الفائت مقالاً جاء فيه أنه بحسب المركز السوري لبحوث السياسات فإن خط الفقر المدقع للأسرة السورية (الفقر المدقع كمؤشر للحرمان من الغذاء) في عموم البلاد وصل إلى نحو 1.19 مليون ليرة، وخط الفقر الأدنى إلى نحو 1.87 مليون ليرة، بينما سجل خط الفقر الأعلى نحو 1.59 مليون ليرة، وسجلت محافظات الرقة ودمشق ودرعا وإدلب أعلى قيمة لخطوط الفقر في شهر نيسان، بينما سجلت السويداء أدنى قيمة لخطوط الفقر.

يشار إلى أن الخبير الاقتصادي د.شفيق عربش بيّن في وقت سابق لـ”أثر”، أن “الأسرة السورية المكونة من 5 أشخاص تحتاج للعيش ضمن الحدود الدنيا وبما يقيها الجوع فقط إلى ما بين 4.5 – 5 ملايين ليرة سورية، بينما لتعيش الأسرة نفسها الظروف نفسها التي كنت تعيشها قبل الحرب فتحتاج إلى ما بين 9 – 10 ملايين ليرة سورية”.

 

اقرأ أيضاً