خاص|| أثر برس تراجع الإقبال مؤخراً على شراء السُبحات أو ما تعرف بـ”المَسبحة” بكافة أشكالها وأنواعها، بسبب ارتفاع أسعارها والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السوريون.
وفي جولة لمراسلة “أثر” على بعض المحلات في الحميدية بدمشق، لوحظ أن سعر أقل مسبحة حباتها مصنوعة من الفضة وصل إلى 360 ألف ل.س بوزن 20 غرام، وهناك أنواع قد تصل للملايين.
يقول أبو فراس لـ”أثر”: “بالرغم من عشقي لاقتناء المسابح بكل أنواعها وخاصة المصنوعة من الفضة إلا أنني اضطررت لبيع مسبحة فضية مع حبات الزيركون الأسود نظراً لحاجتي الماسة للمال”، مضيفاً: “أحتفظ بعدد من المسابح منذ قرابة الـ30 عاماً وكنت قد اشتريت الواحدة حينها بـ25 ليرة؛ أما اليوم وبعد ارتفاع قيمة المعادن كالذهب والفضة قررت بيعها بسبب تردي الأوضاع، وبعت مسبحتين وزن الواحدة 15 غرام كل واحدة بـ 200 ألف وخسرت فيهما بعض الشيء لأنها تحتاج تلميع كما قال لي صاحب المحل والتلميع كلفته عالية”.
بدوره، الحاج برهان يملك مسبحتين الأولى مصنوعة من الفضة بوزن 7 غرام وحبتها صغيرة باعها لمحل فضيات بـ 100 ألف والثانية من الأحجار الكريمة الملونة، ويوضح لـ “أثر”: “أنه يحتفظ بمسبحة الأحجار الكريمة منذ كان في الصف السابع الإعدادي أهداه إياها والده عند نجاحه “.
وفي محلات بيع الفضة في سوق الحميدية ذكر أبو صفوان صاحب محل للفضيات، أن الإقبال معدوم وضعيف جداً على شراء المسابح الفضية وذلك بسبب غلاء ثمنها فمعظم المسبحات التي تصنع اليوم تبدأ من 20 غرام وما فوق وهناك مسابح تزن 50 غرام.
وقال أبو صفوان لـ”أثر”: “مبيع المسابح الفضة معدوم وبالكاد نبيع واحدة أو اثنتين على أكثر تقدير في العام الواحد؛ فالطلب اليوم هو على المسابح الملونة المصنوعة من البلاستيك أو المطبوخة المصنوعة من القزاز الملون ويتراوح سعرها ما بين 125- 175 ألف حسب جودتها ونوع الحبة وثبات اللون”، لافتاً إلى أن محافظة حلب هي التي تقوم بتصنيع المسابح الفضة وترسلها للتجار حسب الطلب والكمية.
أما أبو إبراهيم (صاحب محل أنتيكات وفضة في سوق الحميدية) فقد وقع تحت خسارة كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية عندما كان يعمل في الفضيات، ويقول لـ”أثر”: “بسبب الركود وقلة الطلب اضطررت إلى بيع الأنتيكات والفضة التي كنت أملكها حتى أسدّ العجز الذي لحق بي لذلك غيرت مصلحتي من محل لبيع الفضة إلى مهنة تركيب العطور”.
يذكر أن سعر غرام الفضة وصل لـ 18 ألف ل.س بينما سعر الأونصة الفضة سجل 30 ألف، مع الإشارة إلى أن الطلب ضعيف جداً على هذا المعدن.
وبيّن أحد تجار الفضة في وقت سابق لـ “أثر” أن الإقبال على شراء الفضة من سلاسل وأساور وميداليات “معدوم تماماً”، ليضيف آخر: “محلات بيع الفـضة باتت قليلة جداً باستثناء المحلات التي تبيع وتوزع بالجملة فقد بقيت محافظة على مهنتها”.
تجدر الإشارة بشكل عام إلى أن سوق الأحجار الكريمة في سوريا عموماً ودمشق خصوصاً، من الأسواق التي شهدت ركوداً خلال فترة الحرب، لتعاود نشاطها مؤخراً على الرغم من تباين الزبائن بين الباحث عن الحجر الأصلي، والراضي بالحجر المزيف أو التقليد.
دينا عبد