خاص || أثر برس تضرر عدد من المزارعين في المناطق الواقعة على سرير نهر الجغجغ شمال شرق الحسكة جراء توقف أعمال السقاية من النهر بعد تلوثه بمخلفات النفط.
ويوضح مراسل “أثر” أن غالبية المزارعين المتواجدين على سرير نهر الجغجغ يعتمدون على مياهه لسقاية المحاصيل الشتوية “القمح والشعير” والخضروات الصيفية، خاصة المنطقة الممتدة من تل حميس بريف القامشلي الجنوبي وصولاً إلى الحسكة مروراً بمنطقة تل براك بريف الحسكة الشمالي الشرقي.
واكد عدد من مزارعي المنطقة لـ”أثر” توقفهم عن أعمال السقاية خاصة مع وجود حالة التلوث الحاصلة بالنهر التي تؤدي إلى أضرار كبيرة قد تصل إلى خروج الأراضي الزراعية عن الاستثمار في حالة سقايتها منه، داعين إلى معالجة الظاهرة ووقف الانتهاكات في المنطقة من خلال القضاء على مصدر التلوث الحاصل في النهر خاصة مع الهطولات المطرية الغزيرة.
بدوره، بين مدير الموارد المائية في الحسكة عبد العزيز أمين بتصريح لـ”أثر برس” أن التلوث الحاصل بمياه نهر الجغجغ ناتج عن رمي مخلفات تكرير النفط بطريقة بدائية غير شرعية في وادي جنوب الرد، الذي يعتبر أحد الوديان الذي تتشكل ضمنه السيول المتجهة إلى نهر الجغجغ، ونتيجة الأمطار التي شهدتها المنطقة وتشكل سيل جرف بقايا ومخلفات تكرير النفط إلى مياه نهر الجغجغ، نافياً أي تسريب نفطي في المنطقة.
في حين نفى معاون مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في الحسكة عز الدين الحسو لـ”أثر برس” حصول أية أضرار في الأراضي الزراعية كونه لم يحصل أي فيضان في المنطقة، إنما انحصر التلوث في مجرى الوديان التي تتشكل بها السيول عادةً، وهي عويرض وسنجار وجنوب الرد وكلها تصب في نهر الجغجغ الذي يعتبر أحد روافد الخابور.
واعتبر الحسو أن الضرر حالياً محصور بحالة التلوث في مياه النهر وتوقف الفلاحين عن سقاية المحاصيل الزراعية علماً أن السقاية متوقفة آنياً، وسيعاود الفلاحين سقاية محاصيلهم الزراعية بعد جرف كل النفايات سيما أن النهر في حالة جريان.
وتنتشر في المنطقة ما تعرف بـ”الحراقات” وهي طريقة يستخدمها البعض لتكرير النفط بطريقة بدائية وراجت بشكل كبير مع انطلاق الأزمة في سوريا وخروج المناطق عن سيطرة الدولة، وحتى الآن ما تزال هذه الحراقات تعمل بشكل أو بآخر ما يؤثر بشكل كبير على الأراضي الزراعية خاصة إذا ما حصل فيضانات في المنطقة.
ويعتبر نهر الجغجغ من أهم روافد نهر الخابور ويدخل الأراضي السورية في منطقة القامشلي قادماً من الأراضي التركية ويتجه جنوباً ليصب في نهر الخابور بمدينة الحسكة، ورغم أن منسوب النهر دائماً متدني إلا أن الأهالي يعتمدون عليه بشكل أساسي لسقاية المحاصيل الزراعية خاصة الخضروات.
وكانت المنطقة شهدت أضراراً كبيرة جراء السيول التي تحولت إلى فيضانات في منطقة اليعربية والجوادية والقحطانية وجنوب الرد منذ 4 سنوات مضت جراء انتقال المياه الملوثة بمخلفات تكرار النفط إلى الأراضي الزراعية ما تسبب بخروج عدد منها عن الاستثمار الزراعي.
جوان الحزام – الحسكة