خاص|| أثر برس تتصدّر الوردة الحمراء، خاصة الجوري، أجمل الهدايا وأكثرها تداولاً بين العشّاق في عيد الحب، وعليه شهدت زراعة الورد في البيوت المحمية الموجودة في الساحل السوري رواجاً كبيراً، حيث بات الطلب، كما جرت العادة سنوياً، مضاعفاً مرات عدّة قبيل عيد الحب.
الطلب المتزايد كان متناسباً عكساً مع الإنتاج الذي ينخفض شتاء قياساً بالصيف، ورغم ذلك فإن الطلب المصحوب بدفع أسعار جيدة من قبل التجار، يعوّض قلة الإنتاج، ويشكّل مردوداً جيداً للمزارعين.
في جولة لمراسل “أثر” على عدد من البيوت البلاستيكية في ريف جبلة، أكد مزارعون أن للورد مواسم، وأكثرها رواجاً في شباط وآذار بمناسبة عيدي الحب والأم، فيما بقية الأشهر تكون فيها نسبة المبيعات سيئة.
وبيّن المزارعون أن الإنتاج يكون جيداً في الصيف لكن الأسعار تكون متدنية بسبب كثرة الإنتاج وتحكم التجار بالسعر، شارحين أن الإنتاج الجيد لغراس الورد يحتاج إلى أشعة شمس ودفء، وذلك يتوفر في فصل الصيف.
وأوضحوا أنه يتم قطف إنتاج البيت المحمي المزروع بغراس الورد الجوري كل أربعة أيام تقريباً بمعدل باقتين أو ثلاث باقات في كل عملية قطاف، مع العلم أن كل باقة تضم 20 وردة، بينما يكون القطاف في الصيف كل يوم أو يومين.
وأضاف المزارعون: تكاليف زراعة الورد لا تقل كثيراً عن الزراعات المحمية الأخرى كالبندورة والخيار والفليفلة، فالتكاليف والمبالغ التي يتكبدها مزارعو البيوت المحمية للخضار تكون قريبة من تكاليف البيوت المحمية المزروعة بالورد، مدللين بأنه يتم تسميد المحصول بعدة أنواع من الأسمدة، بالإضافة إلى رشّه بالأدوية والمبيدات اللازمة والتي تلعب دوراً كبيراً في عملية جني الورود، مشيرين إلى تسميد الغراس كل 10 أيام بالأسمدة الذوابة المختلفة خاصة في الأيام الباردة حتى تتمكن الغرسة من أن تزهر بسرعة، ناهيك عن تكاليف شرائح النايلون، مضيفين: “الخلاف الوحيد عن زراعة الخضار هو أن الأخيرة تحتاج إلى مزيد من التعب الجسدي والعمل لساعات أطول”.
وفيما يتعلق بأسعار الورد، بيّن المزارعون أنها تتعلق بالعرض والطلب، وتكون جيدة خاصة في عيدي الحب والأم حيث يزداد الطلب كثيراً، مشيرين إلى أن سعر الوردة يتراوح بين 6-10 آلاف ل.س، وأغلبية التجار الذين يتم التعامل معهم في دمشق وحلب.
ويشرح عدد من المزارعين لـ”أثر”: “يتم إرسال الورد إلى التجار في دمشق وحلب بواسطة أصحاب سيارات يتقاضون منا أجرة نقل 1500 ل.س عن كل باقة ورد في حال كانت متوجهة إلى دمشق، فيما إذا كانت الوجهة حلب فيتم تقاضي مبلغ 40 ألف عن كل مقعد يتم حجزه في “الفان”، والذي يتسع بين 30- 35 باقة.
وأكد المزارعون أنهم يعانون من عملية التسويق على خلاف المحاصيل الأخرى، فعدا عن تكاليف النقل الباهظة، فإن إنتاجهم يباع بعيداً عن أعينهم، ما يجعلهم يرضوا بأي ثمن يدفعه لهم التاجر، مضيفين: “أحياناً نرسل الورد ويقول لنا التاجر إن الوردة الواحدة لم تباع بأكثر من 5000 ل.س، ما يجعل المربح الذي نتقاضاه بعد بيع المحصول ضعيف ولا يعادل تكلفة الإنتاج وأجار النقل، خاصة في فصل الصيف، حيث يحصل المزارع على 500 ل.س فقط بعد حساب تكاليف الإنتاج وأجور النقل، بينما في هذه الأيام وقبيل عيد الحب دفعت لنا مبالغ جيدة”.
يذكر أن مراسل “أثر” في دمشق رصد أسعار الورود في محلات عدة، إذ تراوح سعر الوردة الجورية بالجملة هو 10 آلاف، وتباع للزبائن بسعر يتراوح بين 15 – 25 ألف، بينما سعر باقة الورد يبدأ من 150 ألف ويزداد السعر بحسب حجمها وعدد الورود فيها.
باسل يوسف – اللاذقية