روت أسماء محمد، الزوجة الأولى لـ”أبو بكر البغدادي” متزعم تنظيم “داعش” بعض التفاصيل حول حياتها مع زوجها وتنقلاتها معه بين بلدان عدة، وذلك عبر لقاء متلفز أجرته مع قناة “العربية”.
وأكدت أسماء محمد، أنها تزوجت “البغدادي” عام 1999 وكان رجلاً عادياً يدرس الماجستير في الجامعة الإسلامية، لافتة إلى أنه “لم يكن يحمل أي أفكار متشددة وكان منفتح”.
متى بدأت رحلة “البغدادي” في التنظيمات الجهادية؟
وتابعت أن عام 2004 تم اعتقاله من قبل القوات الأمريكية من دون أي سبب، وبقي في السجن لسنة واحدة، موضحة أن بعد خروجه بفترة أقل من سنتين بدأت تلاحظ تغيرات بشخصية زوجها، وتمثّلت أبرز ملامح هذه التغيرات بغيابه عن المنزل لفترات طويلة، مضيفة أن “عام 2010 عرفت أنه انضم إلى تنظيم القاعدة، من دون أن يذكر أي تفاصيل لكن من خلال عشرتي لهذا الشخص صار عندي أمر مؤكد أنه انضم لهذا التنظيم”.
ووصفت أسماء محمد، حياتها مع “البغدادي ” بأنها كانت أشبه بـ”الإقامة الجبرية” وكانت كثيرة التنقل، موضحة أن “كنا نعيش كإقامة جبرية، ممنوع أن نخرج وحتى إذا خرجنا بالسيارة إلى الطبيب أو إلى أي مكان يجب أن نكون مغمضين الأعين حتى لا نعرف المكان الذي نسكن فيه”.
ما علاقة النساء بجذب الشبان للانضمام إلى “داعش”؟
أشارت أسماء محمد، إلى أن النساء كانوا بمنزلة عنصر جذب للشبان من مختلف الدول للانضمام إلى التنظيم، مبيّنة أن “في تلك الفترة أصبحت الدنيا مفتوحة و كل شيء متوفر والزواج رخيص جداً والنساء متوفرات بصورة كبيرة جداً فكن بمنزلة عنصر جذب بالنسبة للرجال”.
وأضافت “بسبب الهوس بمسألة النساء تحولت في تلك الفترة من دولة الإسلام إلى دولة النساء” مؤكدة أن “البغدادي” كان لديه 4 نساء إلى جانب عدد من “السبايا” الذين تم اعتقالهم في الحروب.
كيف وصلت عائلة “البغدادي” إلى سوريا؟
أكدت أسماء محمد أنها كانت تقيم في مدينة الطارمية، إلى أن تم إخبارها بأنها يجب أن تخرج من المكان الذي تقيم فيه، دون أن تعرف الوجهة التي سيتم أخذها إليها، وقالت: “في يوم من الأيام جاء الشخص المسؤول عن المكان الذي كنت فيه وأخبرني عن طريق زوجته أني سأنتقل من هذا المكان إلى مكان ثاني فأخذني أنا والأولاد بسيارته وأخذنا إلى مكان ثاني لم أكن أعرف إلى أين كنت ذاهبة، لكن أنا بحكم إني متعلمة وأعرف أقرأ وأكتب فمن خلال الإشارات الموجودة على عالطريق عرفت أننا متجهين إلى شمال العراق يعني إلى الموصل وبالتحديد إلى مطعم سهل نينوى يلي قرب الموصل، وتوقفنا هناك وانتقلنا إلى سيارة ثانية كان فيها رجل وزوجته وأخذونا إلى بيتهم وانتقلنا إلى جنوب الموصل، وبعد أيام وتحديداً قبل الفجر بساعة جاءت المرأة وأخبرتني أنه يجب أنا والأولاد أن نخرج من هنا فسألتها أين قالت لمكان لآخر”.
وتابعت أسماء محمد: “أخذونا من هذا البيت وخرجنا وانضمت إلينا مرأة ثانية وفي الطريق عرفت أنها زوجة أحد القيادات وهو يسمى محمد حدود، كنا نسأل إلى أين نحن ذاهبين؟ لا أحد يعطينا جواب، لكن المرأة أخبرتني أنا ذاهبين إلى أربيل” وأضافت “وصلنا إلى نقطة عسكرية كان فيها الأكراد (البشمركة) فنزلنا عند هذه النقطة وتكلم السائق مع أحد الضباط الأكراد وأعطاه بعض من المال كان بالدولار، بعدين أخبرنا أنو ننزل في هذا الوادي وفي نهاية الوادي سنصل إلى المكان الذي نريد فذهبنا من هذا الطريق وفي نهاية الطريق اكتشفنا أننا نحنا في سوريا”.
الخطبة الشهيرة لـ”البغدادي”؟
أكدت أسماء أنها لم تكن تعلم بمنصب زوجها، موضحة أنها مقيمة في الرقة وأخبرها زوجها أنه سيأخذ الأولاد إلى منطقة المنصورة قرب الرقة بهدف تعليمهم على السباحة، وتابعت “بعد أيام تفاجأت بخروجه على التلفاز في هذه الخطبة الشهيرة وكانت مفاجأة وصدمة لي كان معه أولاده، يمان كان عمره 7 سنوات ونصف وحسن كان عمره 5 سنوات تقريباً وحذيفة وكان عمره 14 سنة”.
كيف خرجت عائلة “البغدادي” من سوريا؟
أكدت الزوجة الأولى لمتزعم “داعش” أنه عندما بدأ الهجوم على البوكمال في دير الزور كانوا يقطنون هناك، وأفادت بأنهم انتقلوا حينها إلى منطقة “الشعفة” وأقاموا في منزل أخ “البغدادي” مؤكدة أن حينها التقت زوجها، وأخبرهم بأنهم سينتقلون إلى إدلب مشيرة إلى أن “في إدلب تغيرت المعادلة وأصبح الخروج باتجاه تركيا” موضحة أن الرحلة من الشعفة إلى إدلب استغرقت 6 أيام.
وتابعت أسماء محمد أنهم بتاريخ 1/1/2018 تمكنوا من الدخول إلى الأراضي التركية، وأقاموا فترة في ولاية هاتاي، وبعد فترة من إقامتهم في هاتاي، تم إعادة زوجتين من زوجات “البغدادي” إلى سوريا.
وأعلنت السلطات القضائية العراقية، الخميس 15 شباط الجاري، أنها استعادت عائلة “البغدادي” من خارج العراق، واستجوبت أفراد عائلتها.
يشار إلى أنه في 27 تشرين الأول 2019 أفادت وسائل إعلام أمريكية بمقتل “أبو بكر البغدادي” بغارة أمريكية في ريف محافظة إدلب السورية وتحديداً في قرية باريشا.