خاص|| أثر برس أكد رئيس الجمعية الفلكية السورية محمد العصيري أن ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن احتمال سقوط قمر صناعي شارد منذ عام 2011 واصطدامه بالأرض، صحيح.
وقال العصيري لـ “أثر”: “أرسلت وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) بياناً أعلمت به مراكز الفضاء والجهات العلمية المهتمة بأن أحد توابعها الصنعية الخاص برصد ودراسة الأرض من الفضاء والذي يحمل اسم (إيرس 2) سوف يسقط فعلاً باتجاه الأرض بتسارع غير مدروس”.
وأضاف العصيري: “وكالة إيسا أوضحت في إعلانها أن التابع أُطلق عام 1995 واستمر بالعمل بشكل طبيعي ولكن خلال عام 2011 وقبل الانتهاء من عمره الافتراضي المتوقع أن يصل إلى عام 2015 توقف عن العمل لأعطال عدة وكان توقفه على ارتفاع 790 كيلومتراً وهو ارتفاع مناسب في مدارات العمل الفضائية”، متابعاً: “وكالة إيسا اتخذت حينها أي عام 2011 قراراً بتخفيض مدار هذا التابع إلى 500 كيلومتراً والاستفادة من ما تبقى من وقود به بحيث لا يكون خردة صناعية تصطدم بها باقي التوابع إلا أن قرار إيسا كان خاطئ بسبب انخفاض مدار التابع ما أدى إلى سقوطه بتسارع كبير جداً وانفلاته من أجهزة التحكم التي عادةً ما تكون تحت سيطرة وكالة الفضاء كما هي العادة مع التوابع الصنعية، إذ يبقى التحكم بها فيما لو سقطت باتجاه الارض بحيث تسقط في أماكن غير مأهولة أو بحار ومحيطات”.
وبيّن العصيري لـ “أثر” أن السيطرة على التابع المذكور مفقودة حالياً علماً أنه يتساقط حالياً بتسارع كبير جداً ومن المتوقع وصوله إلى الطبقة الأولى من الغلاف الجوي اليوم أو غداً، معتبراً أن وصول التابع هو الذي سيحدد تفاصيل هذا السقوط.
ولفت العصيري إلى أن التابع الصنعي في الغالب سيحترق بشكل كامل في الغلاف الجوي وهو مجهز لذلك وبالتالي ما سيصل إلى الأرض هو الغبار فقط، مضيفاً: “لكن إذا سقط بسرعة أكبر وكانت زاوية ميوله أكبر وبطريقة اختراق أكبر سيكون احتمال وصول أجزاء من هذا التابع وارد بشكل كبير، إلا أن 70% من الأرض هي بحار لذلك احتمال سقوطه فوق منطقة مأهولة هو احتمال ضعيف ولكنه قائم.
وقال العصيري: “شهدت الأرض حالات عدة لصواريخ وتوابع فضائية منها الصاروخ الصيني والأمريكي وبقايا صواريخ فضائية أخرى وكل ذلك يؤكد أن عمليات إطلاق التوابع الصنعية باتت خطيرة وتتسبب بانتشار نفايات فضائية تهدد الأرض واليوم لا يمكن التحكم بالأجسام الساقطة باتجاه الأرض”، داعياً إلى وجود اهتمام أكبر لما تحمله من مخاطر في حال سقطت على مكان مأهول أو منشأة نفطية أو كهربائية.
وأكد العصيري أن عملية رصد التابع الصنعي المذكور ومراقبة آلية سقوطه مستمرة حتى اللحظة في المراكز والمراصد العلمية الفضائية، مشيراً إلى أنه إلى الآن لا توجد أي معلومة دقيقة حول موعد سقوطه أو مكان سقوطه.
وبالنسبة لسوريا، قال رئيس الجمعية الفلكية السورية محمد العصيري لـ “أثر”: “بلادنا على خطوط طول وعرض داخلية ومن غير المتوقع أن يسقط التابع الصنعي في منطقتنا أو قريب منها بل مستبعد تماماً لأن التسارع والدخول الكبير الذي يمتلكه التابع يرجح أن يكون تساقطه في النقاط الأقوى بالنسبة للأرض لجهة الجاذبية الأقوى وهي إما حول خط الاستواء أو قريب من القطبين فيما لو كانت زاوية ميوله أكبر ومن المتوقع أن يكون السقوط في مكان ما حول خط الاستواء”.
وختم رئيس الجمعية الفلكية السورية كلامه مؤكداً أنه لا يوجد أي تأثير لسقوط التابع الصنعي، على سوريا.