في اليوم الـ 144 للعدوان الإسرائيلي على غزة، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 29 ألف و800 شهيد.
ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد الشهداء بلغ 29878 شهيداً فيما ارتفع عدد الإصابات إلى 70215 إصابة، وذلك منذ 7 تشرين الأول الفائت ولغاية اليوم.
وأكدت الصحة الفلسطينية أن الاحتلال ارتكب 11 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 96 شهيداً و172 إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وأشارت إلى أن عدداً من الضحايا ما يزال تحت الركام وفي الطرقات، لافتةً إلى أن الاحتلال يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
وأوضحت أن الطواقم الطبية عاجزة عن تقديم الرعاية الصحية للمرضى في مجمع ناصر الطبي، مشيرةً إلى توقف المولدة ووقف الأكسجين وتعطّل شبكة الصرف الصحي وانقطاع المياه، فضلاً عن تكدّس النفايات.
وكشفت عن أن أكثر من 120 مريض بحاجة إلى الإخلاء من مجمع ناصر الطبي إلى مستشفيات أخرى، لتلقي الرعاية الصحية، لافتةً إلى أنه بحاجة إلى سلسلة إصلاحات عاجلة من أجل تقديم الخدمات الصحية لنحو 1.8 مليون شخص.
وطالبت الوزارة، المؤسسات الدولية، بالتحرك العاجل، لتوفير الاحتياجات الطارئة والعاجلة لمجمع ناصر الطبي، والضغط على الاحتلال، للإفراج عن كافة الكوادر الصحية.
من جهته، القائم بأعمال مدير مستشفى العودة شمالي غزة، الدكتور محمد صالحة، قال: “إن أقسام وخدمات المستشفى مهدّدة بالتوقف التام والخروج عن الخدمة”، مضيفاً: “الاحتلال حاصر المستشفى لمدة 18 يوماً، وقتل عدداً من أفراد طاقمه، مؤكداً أن العدوان الإسرائيلي على المستشفى، سيفاقم الأزمة الصحية في القطاع.
من جانبها، جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أعلنت في بيان أمس، تعليقها جميع إجراءات تنسيق المهمات الطبية في قطاع غزة لمدة 48 ساعة، بسبب إخفاقها في تأمين السلامة والأمن لطواقم الجمعية والمرضى والمصابين الموجودين في المستشفيات والمراكز وسيارات الإسعاف التابعة للجمعية، بسبب عدم احترام قوات الاحتلال آليات التنسيق والإجراءات المتفق عليها مع منظمات الأمم المتحدة.
من جهة ثانية، قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري: “لا يوجد سبب لمنع مرور المساعدات الإنسانية، أو تعمد تدمير سفن الصيد الصغيرة والبساتين في غزة، غير تعمد حرمان الناس من الوصول إلى الغذاء”، بحسب “الغارديان”.
وتابع فخري: “من الواضح أن حرمان الناس من الطعام عمداً يعد جريمة حرب، لقد أعلنت إسرائيل عن نيتها تدمير الشعب الفلسطيني، كلياً أو جزئياً، لمجرد كونه فلسطينياً”، معتبراً أن الوضع الآن هو “حالة إبادة جماعية”، وهذا يعني أن “إسرائيل بأكملها مذنبة ويجب محاسبتها، وليس فقط الأفراد أو هذه الحكومة أو ذلك الشخص”.
وعن سوء التغذية والمجاعة لدى الأطفال، قال فخري: “إن سرعة سوء التغذية لدى الأطفال الصغار مذهلة أيضاً، حيث إن القصف والقتل المباشر للناس هو أمر وحشي، لكن هذه المجاعة، وهزال الأطفال وتقزمهم، هو أمر معذّب وحقير، وسيكون له تأثير طويل المدى على السكان جسدياً ومعرفياً ومعنوياً، وكل الأمور تشير إلى أن ذلك كان مقصوداً”.
وختم المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء كلامه قائلاً: “إسرائيل ستدعي أن هناك استثناءات لجرائم الحرب، لكن ليس هناك استثناء للإبادة الجماعية، ولا يوجد جدل حول سبب قيام إسرائيل بتدمير البنية التحتية المدنية، والنظام الغذائي، والعاملين في المجال الإنساني، والسماح بهذه الدرجة من سوء التغذية والجوع.. إن تهمة الإبادة الجماعية تحمل دولة بأكملها المسؤولية، وعلاج الإبادة الجماعية هو مسألة تقرير مصير الشعب الفلسطيني”.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترف صباح اليوم الثلاثاء، بإصابة 7 عسكريين في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية، مضيفاً: “2981 ضابطاً وجندياً أصيبوا منذ بداية الحرب على قطاع غزة، منهم 1421 أصيبوا خلال العملية البرية”.
كما أكد جيش الاحتلال أن 322 عسكرياً لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات، إثر إصابتهم في معارك قطاع غزة، وحالة 38 منهم خطيرة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قالت قبل أيام: “إن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غـزة منذ أكثر من 140 يوماً، تسببت في دمار غير مسبوق يحتاج إصلاحه عقوداً من الزمن”، لافتة إلى أن ما بين 70 و80% من البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس ومرافق المياه، قد دمرت أو تعرضت لأضرار جسيمة، مبينة أن إصلاح البنية التحتية سيستغرق عقوداً، بما في ذلك نظام الرعاية الصحية الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة في غزة.
وذكرت الصحة العالمية أن “برنامج الأمم المتحدة للبيئة يقدر أن إزالة الأنقاض والركام في غزة ستستغرق من 3 إلى 12 عاماً”.