دعت “الحكومة المؤقتة” التي أنشأتها أنقرة في مناطق سيطرتها شمالي سوريا المجموعات المسلحة المنتشرة ضمن مناطق سيطرتها إلى الانضمام إليها بشروط ومعايير فصائل “الجيش الوطني” التابعة لأنقرة.
وأصدرت وزارة الدفاع في “الحكومة المؤقتة” بياناً أمس الأربعاء، بيّنت فيه أن دعوتها تهدف إلى تحسين الواقع الأمني، وذلك بعد ارتفاع حالة التوتر الأمني في المناطق التي تسيطر عليها أنقرة بريف حلب الشمالي منذ أيام.
وأشار البيان إلى أن جميع المجموعات التي ترفض الانضمام إلى فصائل أنقرة سيتم التعامل معها على أنها “مجموعات خارج القانون” في الوقت والأسلوب المناسبين.
وجاء هذا البيان على خلفية توتر شهدته مناطق سيطرة أنقرة بريف حلب الشمالي، في 17 آذار الجاري، إذ اعترضت مجموعة مسلحة موكباً يضم شخصيات تركية عند دوار “سجو” قرب مدينة أعزاز، وبعد هذا الحادثة استنفرت فصائل أنقرة خاصة فصيلي “فرقة الحمزة- الحمزات” و”السلطان سليمان شاه- العمشات”.
وفي تاريخ 19 آذار الجاري اندلعت اشتباكات بين ما يسمى بـ”الجمارك” التابعة لفصائل أنقرة و”الشرطة العسكرية” التابعة أيضاً للجهة ذاتها، وذلك بسبب خلاف على معبر جرابلس الحدودي مع تركيا، وتسببت الاشتباكات بمقتل عضو في مجلس محلي بمدينة جرابلس، وإصابة عنصرين تابعين لما يسمى بـ”الجمارك” وفق ما أكده “المرصد” المعارض.
كما تأتي دعوة وزارة الدفاع فيما يسمى بـ”الحكومة المؤقتة” بعد حوالي شهر من إعلانها انضمام حركة “نور الدين الزنكي- الفرقة 19″، و”مغاوير الشام- الفرقة 7” إلى صفوف فصائل أنقرة.
وفي 14 شباط الفائت، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر من المعارضة السورية أن تركيا تعمل على تنفيذ مشروع “إعادة هيكلة فصائل الجيش الوطني” التابع لأنقرة شمالي سوريا، وتقوم “إعادة الهيكلة” على حل “المجلس الاستشاري” التابع لفصائل أنقرة ليحل مكانه “مجلس عسكري” أعلى يضم ضباطاً رفيعي الرتبة، والاعتماد على “الكلية الحربية” التي أسستها وزارة الدفاع في “الحكومة المؤقتة” مؤخراً بهدف إعداد الضباط وصف الضباط لرفد كوادر فصائل أنقرة، كما تشمل “إعادة الهيكلة” تفكيك التشكيلات التي نشأت خلال السنتين الماضيتين في الشمال السوري، مثل “القوة المشتركة، القوة الموحدة” وغيرها.
وأفادت المصادر بأنه من المقرر أن يتم تقليص عدد فصائل أنقرة من 27 إلى 18، بعد أن يتم دمج بعضها على أساس صنوف الأسلحة والاختصاصات الفنية، مع إلغاء التسميات الحالية للفرق والألوية، والاستعاضة عنها بأرقام ترميزية، وبررت مصادر “الشرق الأوسط” تغيير المسميات بأنه يهدف إلى “التخلص من الأسس المناطقية أو الأيديولوجية التي تقوم عليها حالياً”.
يشار إلى أن القوات التركية وفصائلها شنت ثلاث عمليات عسكرية شمالي سوريا، سيطرت إثرها على مدن وبلدات سورية عدة، وكانت أولى هذه العمليات “درع الفرات” عام 2016، سيطرت تركيا إثرها على مدن جرابلس والباب وأعزاز، وعام 2018 سيطرت القوات التركية على مدينة عفرين بريف حلب الشمالي بعدما شنت عملية “غصن الزيتون”، وعام 2019 شنت أنقرة عملية “نبع السلام” وسيطرت إثرها على مدينتي “تل أبيض، ورأس العين” شمالي شرق سوريا.