أصدرت “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” بياناً بمناسبة الذكرى الخامسة لسيطرتها على مدينة الباغوز بريف دير الزور وخروج تنظيم “داعش” منها، حذّرت فيه من أن التنظيم ما زال يشكّل خطراً جسيماً على العالم.
وجاء في بيان “قسد” أن “التنظيم المتطرف ما زال يشكل خطراً كبيراً على مناطقنا والعالم، ويسعى لإعادة بناء نفسه بخلاياه النائمة ويحاول إعادة إحياء أحلامه باستعادة السيطرة الجغرافية على بعض المناطق”، متابعاً: “رغم هزيمته، تشن خلايا نائمة لداعش وجماعات متفرعة منه في آسيا وإفريقيا هجمات دامية”.
وقالت “قسد”: “إن القضاء التام على التنظيم في مناطق سيطرتها يتطلب تفكيك أرضه الأيديولوجية الخصبة”، مشيرة إلى أنه يحاول تجنيد عناصر جديدة، في محاولة لضمهم إلى صفوفه.
ودعت “قسد” في بيانها جميع الدول سيما المنضوية ضمن “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن إلى دعمها في “مواجهة التنظيم شرقي سوريا”، مشيرة إلى أن سبب استمرار هجمات “داعش” في مناطق سيطرتها، هو الهجمات التركية، مبيّنة أن “هذه الهجمات توفر السبل كافة لإعادة بناء صفوف التنظيم ويصبح أكثر خطورة”.
كما طالبت “قسد” في بيانها دول “التحالف الدولي” بإعادة إعمار المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم، إذ تعيش مدينة الباغوز التي تعتبر آخر معقل للتنظيم في سوريا، تردياً في الخدمات.
بالإضافة إلى ما تقدّم، دعت “قسد” المجتمع الدولي ودول “التحالف” إلى حل ملف محتجزي “داعش”، وطالبت بتشكيل محكمة دولية لمحاسبتهم أو استعادة الدول رعاياها من عناصر التنظيم، مشيرة إلى أن “مخيم الهول يشكل قنبلة موقوتة، والمخاوف تزداد حيال أبناء عائلات التنظيم الذين يتلقون تعاليمه ضمن تلك البيئة الموبوءة بالإرهاب، وهذا بحد ذاته يعد خطراً يهدد مستقبل المنطقة والعالم”.
وتزامن بيان “قسد” الذي صدر بمناسبة السيطرة على الباغوز، مع إعلان بعض الدول أنها لن تستعيد رعاياها من المخيمات التي تسيطر عليها “قسد” شمال شرقي سوريا والتي تضم عائلات التنظيم، إذ إن وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم في 13 آذار الجاري، صرح أن بلاده لن تعيد الأطفال والبالغين السويديين من مخيم الهول وغيره من المخيمات التي تقطن بها عائلات تنظيم “داعش” شمال شرقي سوريا، معتبراً أن “السويد ليس عليها أيّ واجب قانوني بالتحرّك لإعادة هؤلاء إلى السويد وهذا ينطبق على النساء والأطفال والرجال”.
وفيما يتعلق بأسباب الرفض، أشار بيلستروم إلى أن “تداعيات إعادة هؤلاء على الوضع الأمني في السويد تبرّر قرار عدم إعادة أيّ منهم”.
كما تزامن بيان “قسد”مع تفاهمات تركية- أمريكية جرت مؤخراً، إذ عُقد في 9-10 آذار اجتماعات “الآلية الاستراتيجية” بين أنقرة وواشنطن في مقر وزارة الخارجية الأمريكية، وشدد البيان الختامي للاجتماع على ضرورة “إعادة تأهيل المرتبطين بداعش، والنازحين في شمال شرقي سوريا وإعادتهم إلى دولهم الأصلية، بما يضمن اندماجهم في مجتمعاتهم، إلى جانب تقديمهم إلى العدالة بالشكل اللازم”.
وأفادت وكالة “رويترز” بأن فيدان، أكد خلال لقاء مع صحافيين أتراك في واشنطن أنه ناقش مسألة الدعم الأمريكي لـ”الوحدات الكردية” بشكل مستفيض، مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وأعضاء من الكونغرس خلال اجتماعات “الآلية الاستراتيجية”.
وتسيطر “قسد” على مناطق شمال شرقي سوريا بالتعاون مع “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن، وسبق أن أكدت تحليلات أمريكية أن الوجود الأمريكي في سوريا والذي تبرره واشنطن بمواجهة تنظيم “داعش” لم يكن مُثمراً، وفي هذا السياق قال ديفنس لامير، زميل معهد “ديفنس برايوراتيز” في مقالة نشرتها صحيفة “ذا ناشيونال إنترست” الأمريكية: “إن قرار واشنطن دعم المتمردين السوريين في بداية الحرب السورية أثبت أنه كارثي، ومكّن من صعود داعش والجماعات المسلحة الأخرى، وأدت المذبحة التي أعقبت ذلك إلى مزيد من التدخل”.
يشار إلى أن تنظيم “داعش” أصدر يوم الجمعة 22 آذار الجاري، إحصائية شملت عملياته في سوريا خلال الأسبوع الماضي، مبيّناً أنه نفّذ تسع عمليات، واحدة منها في مناطق سيطرة دمشق، وثماني عمليات أخرى نفذها في مناطق سيطرة “قسد”.