خاص|| أثر برس مع قدوم عيد الفطر، ينوي الكثير من الأهالي في سوريا إلغاء أو تقليص قيمة العيدية التي يمنحونها لأولادهم أو أولاد أقاربهم، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها.
تقول ريما (أم لـ 3 أطفال) لـ “أثر”: “العيدية باتت للميسورين مادياً الذين يمنحونها لأبنائهم وقد تزيد عن ذلك إذ تكون العيدية حينها بمثابة مساعدة مالية من قريب ميسور الحال إلى من هم فقراء من أهله وذويه فيستغل مناسبة العيد لإعطائهم مبلغاً معيناً”، مضيفة: “أغلب العيديات تبدأ من 50000 ليرة سورية وما فوق لدى ميسوري الحال، وبالنسبة لي سأعطي كل ولد 30 ألف وستكون موزعة على ثلاثة أيام بمعدل 10 آلاف كل يوم فليست لدي إمكانية لأكثر من ذلك”.
وبرأي أمجد (أب لطفلين) فإن الأطفال يتباهون فيما بينهم بالمبلغ الذي استطاع كل منهم أن يجمعه من “العيديات” وقد يقلدون بعضهم في شراء بعض الألعاب، مضيفاً: “عن نفسي سأمنح كل واحد من الأبناء 50 ألف فليس لدي قدرة أكثر من ذلك”.
أما حسناء (ربة منزل) قالت: “العيدية هي عادة مشى عليها الناس منذ القديم، وتساهم في إدخال الفرحة في نفوس الأطفال وبعض الأهالي من ميسوري الحال يمنحون أبناءهم مبالغ كبيرة تصل لحدود الـ 100 ألف نظراً لأن مدخولهم يكون مرتفع أو ربما يعملون أكثر من عمل أما أصحاب الدخل المحدود فربما لا يزيد ما يقدمونه لأبنائهم من عيدية عن 15-20 ألف طيلة أيام العيد”.
بدوره، أبو نورس قال لـ “أثر”: “لم يعد باستطاعتي منح أولادي العيدية فقد كبروا ومن المفترض أن يرتفع المبلغ وهذه ليست قدرتي لذلك قررت هذا العام أن أعتذر من أولادي وسأكتفي بعزيمتهم على أحد الملاهي والاستمتاع بتناول سندويشة شاورما لكل منهم”.
وللأطفال رأي في العيدية، فالطفلة نور (11عاماً) تحدثت عما تقوم به في العيد، حيث قالت لـ”أثر”: “أحب العيد لأني أحصل على العيديات من والداي والجد والجدة، ومن أقاربنا”، مضيفة: “أتوقع أن تكون عيديتي من جدي وجدتي (دسمة) ففي العيد الماضي كانت عيديتي من جداي 100 ألف أما من أمي وأبي فأتوقع أن تنخفض إلى 25 ألف بعد أن كانت 50 ألف بسبب الظروف الاقتصادية من جهة وتالياً لدي إخوة سيحصلون على العيدية أيضاً”.
أما محمد (14عاماً) فله رأي مختلف حول العيدية، إذ يقول لـ”أثر”: “نفرح كثيراً بالعيديات التي يعطيها لنا الكبار، وعندما يكون مبلغ العيدية كبيراً أقوم بإعطائه لأمي لأشتري حاجات تنقصني”؛ متوقعاً أن يحصل هذا العام على 20 الف من أمه ومثلها من أبيه إضافة إلى الأقارب الذين يزوروهم.
يشار إلى أن للعيدية رمزية خاصة عند الأطفال، فهم يترقبونها صبيحة أول أيام العيد، لتضفي على بهجة العيد أجواء من المرح والسرور، وتعدّ تقليداً مألوفاً، يقدّم فيه الكبار سواءً الآباء أم الأمهات أم الأقارب، الهدايا للصغار أو نقود عند تهنئتهم بعيد الفطر السعيد، مع الإشارة إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة أثرت في عدد من العادات والتقاليد التي اعتادها السوريون، وأدت إلى تلاشيها.
دينا عبد