خاص|| أثر برس اعتادت بعض السيدات وخاصة الموظفات منهن على تحضير البازلاء والفول مع اقتراب موسمهما مقابل إتاحة فرص عمل لبعض السيدات لتجهيز هذه المونة وبيعها جاهزة ومفرزة أحياناً.
وفي جولة لمراسلة “أثر” على أسواق دمشق تبين أن سعر كيلو البازلاء الخضراء يتراوح بين 10-12 ألف بينما انخفض سعر الفول إلى 6000 ليرة بعد أن كان بـ 8000 ليرة.
تكلفة المونة
تقول إحدى السيدات لـ”أثر” إنها تحتاج إلى 5 كيلو من البازلاء الخضراء (مفروطة جاهزة ومفرزة) وفي هذه الحالة ستكون تكلفة مونة البازلاء 200 ألف في حال اشترتها مفرزة، شارحة: “إذا أردت أن أحصل على 5 كيلو مفروط فأنا بحاجة لـ 15 كيلو بدون فرط بسعر 160 ألف مضافاً إليها أجرة العاملة 4000 عن كل كيلو مع تفويره ووضعه في أكياس”.
أما أبو حسين (بائع خضار) أوضح لـ”أثر” أن أغلب زبائنه يطلبون البازلاء والفول مفروط وجاهز لذا يقوم بتجهيزه وفرطه بنفسه مقابل 4000 ليرة أجرة الكيلو الواحد (للبازلاء)، مشيراً إلى أن سعر كيلو الفول 6000 ليرة وأجرة تفريطه 3000 ليرة أي كلفته كاملاً 9-10 آلاف مع دفع ثمنه (قبل التفريط).
كما بيّنت أم زهير (تعمل بتجهيز وبيع المونة) أنها تعمل في “فرط البازلاء والفول” مع بناتها وزوجها وتتقاضى على كيلو الفول 3000 ل.س، بينما على البازلاء 4000 ليرة، متابعة: “ارتفاع سعر الخضار أثّر على عملي، حيث بات البعض يفضل شراء الفول والبازلاء وتجهيزها للمونة بأنفسهم كنوع من التوفير”.
وأوضحت أم زهير أن كل 2 كيلو ونصف من البازلاء يعطي أقل من كيلو “مفصفص أو مفروط” جاهز، فاعتمدت بيعه في منزلها بعد تفريزه، جاهزاً لتحصل على ربح معقول؛ متابعة: “السيدات يحضرن البازلاء وأنا أقوم بتفريطها وكلفة الكيلو جاهز ومفرز 15 ألف بمعدل 4000 لكل كيلو و3000 أجرة التفوير وكلفة الغاز”.
وكذلك الأمر مع حسان الذي اعتاد كل عام على تفريط البازلاء والفول لمن يرغب؛ ويقول لـ”أثر”: “أنا لا أحدد مبلغ فما يعطيني إياه الزبائن أرضى به؛ فبعد فقداني لأحد أطرافي السفلية صارت أعمالي محصورة بما أقوم به وأنا جالس في المنزل”.
بدورها، بدرية تعمل مع بائعين في سوق الشعلان المعروف بسوق (التنابل) حيث تفرط لهم البازلاء والفول بكميات كبيرة يطلبونها مقابل أجرة قدرها 5000 عن كل 3 كيلو من الفول أو البازلاء؛ متابعة: “الكحل أحسن من العمى، لا بأس بهذه الأجرة أفضل من الحاجة”، مبينة أن هناك تجار لا يعطونها سعر أساسي فبعضهم أقل والبعض أكثر حسب الطلبية.
وكانت بدرية أشارت إلى أنها تقوم بفرط 50 كيلو فول يومياً ومثلها للبازلاء بمساعدة بناتها الأربع وزوجها أي يوميتها ما يقارب 80 ألف البازلاء ومثلها للفول بمعدل 1600 ليرة عن كل كيلو، متابعة: “لكن هذا العمل غير ثابت إذ أقوم به حسب طلب صاحب المحل”.
ومطلع نيسان الجاري، نوّه رئيس جمعية سوق الهال في دمشق موفق فياض لـ”أثر” بأن سعر الكيلو لكل من البازلاء والفول بأسواق المفرق يختلف عن سوق الجملة، مبيناً أن هذه الفترة هي بداية موسم والكثير لا يفضل شراء المادتين لحين التجهيز للمونة.
وفي وقت سابق، أوضح أمين سر جمعية حماية المستهلك والباحث الاقتصادي عبد الرزاق حبزة في تصريح لـ”أثر” أن ثقافة تحضير المونة ستتأثر بواقع ارتفاع ساعات تقنين الكهرباء وارتفاع أسعار حوامل الطاقة الأخرى، وبكل تأكيد سيعزف الكثير من الأهالي عن التفكير بالمونة، مضيفاً أنه وبعد انتهاء شهر رمضان المبارك هناك طرح لكميات كبيرة من مادتي الفول والبازلاء في الأسواق يقابله إقبال محدود من الأهالي على شراء هذه المواد، بسبب استحالة تخزينها، فخلال موسم المونة السابق كثير منهم تعرضوا لخسارة كبيرة جراء تلف ما أعدوه من مونة بسبب وضع الكهرباء.
دينا عبد