خاص|| أثر برس “إجانا أخبار كتير كلو كذب ونصب والشاطر بدو ينهش بلحمنا” بهذه الكلمات وصف الشاب بكور بكرو تفاصيل رحلة البحث عن أخيه “حسن محمد بكرو” الذي اختفى في غابات بلغاريا في تشرين الثاني من عام 2022.
وفي حديث لـ”أثر برس” روى “بكرو بكور” وهو من محافظة إدلب في سوريا، تفاصيل رحلة أخيه، مشيراً إلى أن المهربين أكدوا أن طريق الرحلة مدروس وآمن، وقال: “المهربين عملوا لأخي الطريق كتير سهل”، موضحاً أن أخاه انطلق من لبنان إلى معرة النعمان في إدلب بطريقة غير شرعية، ومنها انطلق إلى إسطنبول ثم إلى بلغاريا، مضيفاً أن تكلفة الرحلة كانت من 6 إلى 7 آلاف دولار.
وأكد أن أخاه يعاني من مشكلة صحية في قدميه ولا يستطيع المشي، وهذا دفع المجموعة المرافقة له إلى تركه وحيداً في غابات بلغاريا.
وبشأن رحلة البحث عن حسن بكرو، بيّن شقيقه أنه في البداية وصلت إليهم أخبار أفادت بأن أخاه متوفى، وبدورهم تواصلوا مع “الصليب الأحمر”، موضحاً أن فريق “الصليب الأحمر” بحث عن جثة أخيه في النقطة التي اختفى فيها ولم يعثروا عليها.
وأضاف أنهم حاولوا البحث عن شقيقه في المشافي والسجون التي يمكن أن يُنقل إليها عادة المهاجرون من دون التوصل إلى نتيجة، مؤكداً وصولهم أنباء تشير إلى أن أخاه موجود في سجن وذلك من قبل شخص قال إنه التقى حسن بكرو في السجن.
وفي هذا الصدد، أكد الصحافي العراقي المختص بشؤون المهاجرين عبر الطرق غير الشرعية إيهاب الراوي، في حديث لـ”أثر برس” أنه غالباً في حالات الاختفاء التي تتجاوز مدتها الشهر ونصف يكون المختفي متوفى، موضحاً أنه على الرغم من الانتهاكات التي تمارسها دول الاتحاد الأوروبي بحق اللاجئين عند الحدود فإنها لا تحتجز شخصاً لفترة طويلة، وقال: “لا يتم احتجاز الشخص بشكل قسري لفترة طويلة، فهذه الدول لا يوجد لديها إمكانية أن تسجن أشخاص ويتحملوا تكاليف إطعامهم لفترة طويلة، إلّا في حال اتهام الشخص بتهم مثل التهريب أو تعاطي المخدرات أو أي شيء غير قانوني، وحتى في هذه الحالات يكون بإمكان هذا الشخص التواصل مع أهله”.
وحول الأنباء التي تصل إلى أهالي المفقودين، أشار الراوي إلى أن معظم أهالي المفقودين يعتقدون أن أبناءهم مسجونون، موضحاً أن بعض الأشخاص يوصلون هكذا أنباء إلى الأهالي بهدف النصب والاحتيال.
وأوضح الراوي، أن مسألة المفقودين هي مسألة معقدة، وقال: “مسألة المفقودين جداً معقدة وأعتقد من الصعب حلها، لأن في هذه المسألة لا نتعامل مع أشخاص أو مع منظمات”.
ولفت الراوي في حديثه إلى أنه في طرق الهجرة غير الشرعية وغير قانونية، تكثر عمليات النصب والتهريب وأشياء أخرى غير قانونية.
يشار إلى أن مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان سجّلت ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الهجرة غير الشرعية عبر البحر انطلاقاً من شواطئ البلاد خلال الفترة من كانون الثاني إلى 15 نيسان 2024، وأوضحت الناطقة باسم المفوضية، دلال حرب، أنّه تمّ تسجيل 52 رحلة بحرية (فعلية أو محاولة) خلال هذه الفترة، شملت 2,636 راكباً غالبيتهم من السوريين، وفق ما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
زهراء سرحان