عمد الكيان الإسرائيلي منذ 26 أيلول الفائت إلى استهداف المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان، وكان آخر هذه الاستهدافات فجر أمس الجمعة 4 تشرين الأول، إذ نفذ الكيان الإسرائيلي عدواناً جوياً على معبر المصنع- جديدة يابوس.
وتأتي هذه الاستهدافات وسط موجة نزوح كبيرة من لبنان إلى سوريا بسبب العدوان الجوي الذي يشنه كيان الاحتلال على مختلف المحافظات اللبنانية، إذ دخل عبر معبر مطربا بريف حمص، قبل استهدافه في 26 أيلول الفائت 354 شخص لبناني، وفق ما أكده عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة حمص بشار العبد الله في تصريح لـ”أثر برس”، أما معبر المصنع وصل عدد الوافدين عبره لغاية 4 تشرين الأول الجاري إلى 189995 شخصاً.
وكالة “سانا” الرسمية نقلت عن عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق، آلاء الشيخ، تأكيدها على أن عبور الوافدين عبر معبر المصنع- جديدة يابوس، بقي مستمراً حتى بعد استهدافه، مؤكدة أن الوافدين يعبرون سيراً على الأقدام، بسبب الأضرار المادية التي لحقت بالمعبر.
يشير جيش الاحتلال في بياناته أن الهدف الرئيس من الاستهدافات التي تطال المعابر هو مواجهة شحنات “أسلحة” متجهة من سوريا إلى حزب الله في لبنان، بينما أكدت صحيفة “هآرتس” العبرية أن “آلاف الأشخاص السوريون واللبنانيون وفدوا عبر هذه المعابر هرباً من القصف الإسرائيلي المتصاعد”.
ولفت الباحث السياسي الإسرائيلي “يوآف شتيرن” إلى أن “المعابر باتت وبشكل واضح جزءاً من المعادلة العسكرية الإسرائيلية”.
وفي هذا الصدد، لفتت “هآرتس” إلى أن “التركيز العسكري من جانب إسرائيل على المعابر الواصلة بين سوريا ولبنان تزامن مع مواصلة جيشها عمليات التوغل البري المحدودة والمركزة جنوبي لبنان”.
إمكانية الاستمرار بهذه الاستهدافات:
يشير خبراء ومختصون إلى أن جيش الاحتلال باستهدافه للمعابر الحدودية التي يمر عبرها آلاف المدنيين يومياً، يحاول الانتقال إلى مرحلة جديدة من التصعيد، فيما ينوّه آخرون إلى أن هذا التصعيد لن يحقق أهدافاً بعيدة المدى، وفي هذا السياق أشار الباحث في “معهد واشنطن”، فرزين نديمي، إلى أن “حراسة كامل الحدود اللبنانية- السورية الممتدة على مسافة 375 كيلومتراً ليست بالمهمة السهلة”.
بدوره، لفت الباحث الأمريكي ألكسندر لانغلويس، إلى أنه “يمكن لإسرائيل أن تحقق انتصارات تكتيكية في هذا الصدد، لكن حملتها ليست مستدامة” موضحاً أنه “مع كل يوم تستمر فيه إسرائيل في حملتها المتوسعة والمتهورة فإنها تلحق ضرراً بمكانتها الدولية، وضرراً أيضاً على المدنيين في لبنان وكما فعلت في غزة”.
ويوجد بين لبنان وسوريا ستة معابر شرعية، أبرزها معبر المصنع، ومعبر الدبوسية الذي يربط قريتي العبودية شمال لبنان والدبوسية بسوريا، ومعبر الجوسية في البقاع الشمالي والمؤدي إلى بلدة القصير بريف حمص، ومعبر تلكلخ الذي يربط بين بلدة تلكلخ بريف حمص ومنطقة وادي خالد في لبنان، ومعبر العريضة الذي يربط بين قريتي العريضة في محافظتي طرطوس السورية وطرابلس اللبنانية، ومعبر مطربا الذي يربط محافظة حمص بلبنان.