خاص|| أثر برس تزامناً مع اقتراب فصل الشتاء والمنخفضات الجوية والأمطار، تبدأ ورشات مؤسسة المواصلات الطرقية بعمليات التعزيل المطري لتتمكن العبّارات المائية وخنادق التصريف المطري من تصريف المياه.
وتعقيباً على هذا الموضوع قال مدير المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية م.جريس البشارة لـ”أثر”: إن الشبكة الطرقية الخاضعة لإشراف المؤسسة تتعرض للعديد من التعديات التي تؤثر على عمل العبارات والخنادق المطرية، على طول الشبكة الممتدة لأكثر من 9000 كيلومتر.
ولفت البشارة إلى الكلف العالية لهذه الأعمال والتي تقدر بالمليارات على طول الشبكة، مشيراً إلى أن أغلب مشاكل التصريف المطري تتركز بشدة وتظهر نتائجها أكثر على الأوتوستراد الدولي حمص – طرطوس، كون المحافظتان تعتبران من المناطق ذات الكثافة المطرية العالية أولاً، وأن طرطوس منطقة سياحية بالتالي تكثر فيها الأكشاك، وحمص كونها منطقة استثمارية وطريقها طويل أيضاً تكثر فيها الأكشاك.
وقال البشارة إن إزالة هذه التعديات ليس من صلاحيات المؤسسة بل تقوم المؤسسة بإعداد دراسة عنهم وتسليمها للجهات المعنية في مجالس المحافظات والبلديات.
الأكشاك في حمص:
بدوره، مدير فرع المواصلات الطرقية في حمص م.نبيل عقول أشار لـ”أثر” إلى أن الطرق في المحافظة تعاني من الأكشاك التي يتعدى أصحابها على خنادق التصريف المطري عبر ردمها، عدا عن رمي الأوساخ على الطرقات والتي تتجمع بالنهاية في العبّارات والمسيلات المائية وتتسبب في إغلاقها.
وأكد عقول أن الكلف التي يتكبدها الفرع مرتفعة جداً، سيما وأن الآليات التي تستخدم في عمليات التعزيل المطري ضخمة وبالتالي تستهلك الكثير من الوقود.
طرطوس الأغزر مطرياً:
وفي السياق ذاته، قال مدير فرع المواصلات الطرقية بطرطوس م.حسين ناصر لـ”أثر” إن طرطوس الأغزر مطرياً على مستوى سوريا وهي محافظة صغيرة من حيث المساحة ولكنها ذات كثافة سكانية عالية الأمر الذي يزيد التعديات على الأوتوستراد الدولي.
ويشرح ناصر أنه في نهاية كل موسم زراعي يلجأ السكان إلى رمي مخلفاتهم الزراعية في مجاري الأنهار التي بدورها تحملها إلى العبّارات ما يتسبب بانسدادها وانخفاض قدرتها الاستيعابية، كما أن مرور الأوتوستراد والطرق المحورية الأخرى في مناطق مأهولة ومشغولة بمنشآت اقتصادية وفعاليات تجارية يجعل العبّارات وخنادق التصريف مكباً للقمامة والنفايات ومخلفات المنازل، والمخلفات الصناعية والتجارية للمنشآت المنتشرة على محاور الطرق المركزية.
وتابع: التعدي على المسيلات المائية في معظم المناطق المأهولة سكانياً يجعل من الصعوبة تصريف المياه وإيصالها وفق المتعارف عليه إلى الأحواض الساكبة “مكان لتجميع المياه وتصريفها”.
ولفت ناصر إلى تعدي أصحاب الأبنية على الطرقات بما يسيء أيضاً إلى العبّارات وخنادق التصريف المطري وخاصة في المنطقة الممتدة بين جسر الخريبات وجسر الشيخ سعد في المحافظة.
كما يرى ناصر أن الآليات التي تنقل النفايات إلى مطامر النفايات تخلف وراءها الكثير من النفايات على الطريق بسبب التنقل العشوائي وغير المنتظم، لتعود هذه النفايات عند تشكل السيول إلى العبّارات وخنادق التصريف المطري وتتسبب بإغلاقها.
وأشار ناصر أيضاً إلى الكلف العالية التي تتكبدها المؤسسة في كل موسم مطري بسبب عمليات التعزيل، إذ تحتاج المصارف والعبّارات والخنادق المطرية لنحو 5 مليارات ليرة سورية لتنظيفها على مستوى المحافظة بسبب هذه التعديات.
محافظة طرطوس ترد:
بدوره قال مصدر في محافظة طرطوس لـ”أثر” أن الاختناقات المطرية التي تحصل خلال فصل الشتاء في الطرق المركزية وداخل المدن، تعود لعدم قدرة الفوهات المطرية على التصريف بسبب غزارة الأمطار التي تهطل في بعض الأحيان وعدم قدرة الفوهات على تصريفها، بالإضافة لتجمّع الأتربة والأوساخ على الفوهات المطرية.
وأكد المصدر أن الأوساخ التي تتجمّع على الفوهات المطرية هي أهم عائق أمام ورش الصيانة، وأن تحسن واقع النظافة ينعكس إيجاباً على الشبكة المطرية.
وبحسب المصدر، فالاختناقات تحدث نتيجة الأتربة وشاحنات النقل وآليات نقل القمامة، وتجمع أكياس النايلون والأتربة وأعواد القصب داخل العبّارات وقنوات التصريف الموجودة تحت شبكة الطرق المركزية والتي تؤدي لاختناقات مع هطول الأمطار الغزيرة، ما يتطلب مراقبة على مدار العام وتنظيف وهي مهمة تقع على عاتق المواصلات الطرقية.
يذكر أن التصريف المطري يعتبر من أهم عوامل ومقومات السلامة المرورية والعامة من حيث تأمين انسيابية المياه أثناء فصل الشتاء وتحديداً أثناء العواصف المطرية وفقاً للقواعد العالمية.
وكانت وزارة النقل السورية دعت سابقاً لضبط رمي الأنقاض والمخلفات التجارية والصناعية وعدم رميها على جانبي الطرق أو في خنادق التصريف المطري والعبّارات ما يتسبب بإغلاق المسايل المائية ومجاري التصريف المطري ويؤدي لحدوث اختناقات تنعكس سلباً بآثارها الكارثية على بنية الطريق والفعاليات السكنية والتجارية المجاورة له، وقد تعرض المركبة خلال السير للحوادث.
حسن العبودي – صفاء علي