خاص|| أثر برس “الحصول على فرصة عمل يحتاج إلى خبرة والخبرة تأتي من العمل ضمن الاختصاص الذي درسناه”، هذا لسان حال الخرجين الجامعيين الجدد من مختلف الاختصاصات عند التقدم إلى وظائف تعلن عنها الشركات والمؤسسات الخاصة.
توضح مريم علي (خريجة معهد فنون تطبيقية) أن الكثير من طلاب السنوات الأخيرة والخريجين الجدد في الكليات والمعاهد التطبيقية منها الهندسية يقف موضوع وجود الخبرة عائقاً أمام حصولهم على فرص العمل المعلن عنها للعمل بالقطاع الخاص، مضيفة لـ “أثر” أنها منذ عامين في كل مرة تقدم السيرة الذاتية (السي في) إلى الوظائف التي تعلن عنها شركات خاصة لا تحصل حتى على فرصة تقديم فحص المقابلة وعندما تبحث عن السبب يكون الرد “نحتاج إلى موظفين لديهم خبرة مسبقة بالعمل”.
بدورها، نرجس (خريجة كلية الهندسة الميكانيكية) تقول لـ “أثر” إنها “كانت محظوظة حين حصلت على فرصة عمل بأحد المعامل الخاصة كانت وفرت تدريب مسبق للعاملين الجدد ولكن شركات أخرى تريد خبرات وموظفين شباب”، بالوقت نفسه تتساءل منيرة (خريجة قسم المكتبات): “كيف الحل لهذه المعادلة الصعبة؟ لقد راجعت أكثر من جهة تعلن حاجتها عن موظف أرشفة، ولم أحظَ بأي فرصة”.
الكثير من الخريجين يقبلون العمل بأي مكان حتى لو عمل مغاير لاختصاصهم أو بأجر بسيط نظراً للحاجة الماسة للعمل والحصول على دخل يلبي بعض من احتياجاتهم الحياتية، ومنهم لميس خريجة الإعلام التي وجدت نفسها تعمل محاسبة، وتقول لـ “أثر”: “لم أجد عمل مناسب باختصاصي عندما تخرجت منذ 5 سنوات وبالصدفة قدمت لإحدى الشركات وتم قبولي للعمل بقسم المحاسبة بعد اتباع دورات تتعلق بطبيعة العمل”، متابعة: “بداية كان الأمر صعباً لكن تابعت التدريب وأنا ضمن العمل واليوم أتقن العمل على عدة برامج محاسبة ولم أعد أفكر بالعمل بتخصصي الدراسي لأن كل من تقدمت بطلب توظيف لديهم يريدون خريج خبير وليس خريج بمعدل جيد أو خريج لديه مهارات تتطور مع العمل (هذا هو المفروض)”.
من جانبها، الشابة أمارة (خريجة كلية التربية) بمعدل جيد جداً تقول لـ”أثر”: “منذ تخرجي قررت أن لا أعمل بالتدريس بالمدارس العامة لتدني الأجور والمواصلات الصعبة وغيرها لذلك اتجهت نحو المدارس الخاصة ولكن الأخيرة تصر في كل مرة أقدم طلب توظيف على وجود خبرة سابقة في التدريس الأمر الذي جعلني أتخذ قرار بتنمية موهبتي بصناعة الكروشيه والنسج التي تعلمتها من والدتي وأطلق مشروعي الخاص مع التأكيد على أهمية الدراسة لان الشهادة الجامعية سلاح يحمي المرأة”.
وجود خبرة لا يشترط في مجال الوظائف المكتبية أو مجالات تخصص أكاديمي أو مهني بل يتعدى لمهن تعتبر بسيطة، ما يؤكد ذلك الإعلانات التي نجدها على صفحات “الفيسبوك” ومنها: “فرصة عمل.. مطلوب شاب ذو خبرة للعمل على ماكينة قهوة إسبريسو والمشروبات الساخنة.. الدوام من 12 لـ 9”.
يؤكد أكثر من صاحب عمل أن شرط الخبرة “مهم وحق وعلى أساسه أيضاً يُحدد الأجر” وفي المقلب الآخر نجد طلاب السنوات الأخيرة أو الخريجين الجدد يسعون إلى اتباع دورات تدعم سيرتهم الذاتية للحصول على فرصة عمل.
ويرى عدد لابأس به من الباحثين عن فرصة عمل أن الخبرة والدورات الداعمة للتخصص الدراسي ومعدل التخرج ليست بالعوامل الكافية للحصول على فرصة عمل، ليضيف طه (خريج كلية الاقتصاد قسم محاسبة) لـ “أثر”: “(فيتامين واو) كما هو متعارف عليه ويعني وجود واسطة تزكي هذا الخريج عامل مهم إن لم يكن الأهم”، متابعاً: “رغم تقديمي أكثر من فحص للحصول على فرصة عمل في بنك معروف أو شركة كبيرة إلا أن الجواب كان شكراً كنا نتمنى وجودك ضمن فريق الشركة دون تفسير الأسباب”.
خبرات لسنوات عدة تصل إلى خمس وحتى ثمان سنوات باتت شروط التوظيف نجدها في أكثر من إعلان لا سيما في قطاع العمل المصرفي وشركات التأمين الأمر الذي يجعل فرص الحصول على الوظيفة بالأمر الصعب جداً ولكن ليس من حل سوى اتباع دورات تدعم (السي في) من جهة وتطور المهارات من جهة أخرى، ليت ولعل الخريجين الجدد يجدون طريقهم إلى سوق العمل بفرص مناسبة”، بحسب ما ختم به طه.
جدير بالذكر أن الظروف المعيشية والغلاء في سوريا دفعت الأهالي للبحث عن فرص عمل وللعمل ساعات طويلة، أو العمل في أكثر من مجال ومكان، من أجل تأمين مستلزماتهم ومصاريف حياتهم الصعبة.