على الرغم من أن موعد الرد الإيراني على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت طهران لم يُحدد بعد، فإن تصريحات المسؤولين الإيرانيين الأخيرة تشير إلى حتمية الرد مع توقف شدته وفق استجابة الكِيان لوقف إطلاق النّار في جبهتي غزة ولبنان.
وتعليقاً على ذلك، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنّ “القادة الإسرائيليين يعلمون أنهم إذا ارتكبوا خطأً بحق إيران فسوف يتلقون رداً قاسياً، على الرغم من أنهم إذا أعادوا النظر في سلوكهم وقبلوا وقف إطلاق النار وتوقفوا عن قتل الأبرياء في المنطقة، فقد يؤثر ذلك في شدة الاستجابة والرد الإيراني”، وفق ما نقلته وكالة “إرنا” الرسمية.
وشدد الرئيس الإيراني في اجتماع حكومي أن “طهران لن تترك أي اعتداء على أمنها وسيادتها من دون رد”، منتقداً النفاق الأمريكي والأوروبي بشأن الأزمة التي افتعلوها في المنطقة، وأشار إلى أن الولايات المتحدة أشعلت الحروب في العالم، وأنها تدعم “إسرائيل” لإبقاء الحرب مشتعلة في المنطقة.
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إنّ “إيران سترد قطعاً على أي اعتداء على أراضينا وبشكل صارم”، مضيفاً: إنّ “استمرار الوجود الأمريكي يتماشى مع إيجاد المزيد من التوتر ولن يؤثر وجود القاذفات الأمريكية “بي 52 ” في الشرق الأوسط بإصرارنا على الدفاع عن أنفسنا”
وفي سياق الرد الإيراني المرتقب على “إسرائيل”، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريراً قالت فيه، إنّ “إيران تخطط لهجوم معقد على (إسرائيل)، قد يشمل صواريخ ذات رؤوس حربية عالية القدرة”.
وأشار التقرير الذي استند إلى تصريحات مسؤولين عرب وإيرانيين وفق الصحيفة، إلى أن “الجيش الإيراني سيشارك أيضاً في هذه الجولة المحتملة من الهجمات”.
وفي هذا الخصوص، أفاد أحد المسؤولين الإيرانيين بأن “جيشنا فقد أشخاصاً، ولذلك يحتاج إلى الرد”، وأضاف: “إن الهجوم من المحتمل أن يركز على أهداف عسكرية إسرائيلية، وسيكون أكثر قوّةً وتأثيراً من الرد السابق”.
كما صرّح المسؤول الإيراني أن “الرد الإيراني سيأتي بعد الانتخابات الأمريكية وقبل تنصيب الرئيس الجديد في كانون الثاني المقبل”، وفقاً للصحيفة.
وفي معرض الحديث عن إجراء أي تغيير في عقيدة إيران النووية، قال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي، في مقابلة مع قناة الميادين، إنّ هذا الأمر ما زال مطروحاً، في حالِ تعرّضت إيران لتهديد وجودي، فإنها سوف تغيّر سياسة عقيدتها النووية.
وأضاف: “نحن الآن نملك القدرات الفنية اللازمة لإنتاج السلاح النووي، وليست لدينا مشكلةٌ في ذلك، لكنّ فتوى المرشد السيد علي الخامنئي، هي فقط التي تمنع ذلك”.
كما أشار خرازي إلى أنّ هذا التغيير في السياسيات “ينطبق على ما يتعلّق بالمقذوفات والصواريخ التي يجب أنْ توصل هذه الأسلحة إلى الأماكن والنقاط المحددة، فقدرات إيران الصاروخية اتضحتْ للجميع، والكل يؤمن بها، وقد أثبتت ذلك خلال عملياتها”، إذ حيث إنّ الموضوع المطروح حالياً هو “مديات تلك الصواريخ التي نستخدمها حتى اليوم، والتي نلاحظ فيها هواجس الدول الغربيةِ الأوروبية”.
يشار إلى أن “إسرائيل” شنت غارات جوية طالت مواقع في إيران فجر السبت 26 تشرين الأول، رداً على الضربة الصاروخية الإيرانية يوم 1 تشرين الأول الفائت، التي كانت بدورها رداً على الاغتيالات التي نفذها الكِيان في إيران ولبنان.
وتوعدت إيران، بالرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير، مؤكدةً أنه سيكون أوسع من عملية “الوعد الصادق” السابقة التي شنتها إيران.
أثر برس