أقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء، يؤاف غالانت من منصب وزير دفاع الاحتلال في خطوة شكّلت صدمة في الداخل على مستوى السياسيين والنخب والمستوطنين وسط دعوات إلى عصيان مدني بعد خروج الآلاف ضد نتنياهو في مراكز مدن الاحتلال الرئيسة.
جاء ذلك بعدما أعلن نتنياهو قراره بإقالة غالانت وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس بدلاً منه، قائلاً: “هناك حاجة لثقة كاملة بين رئيس الوزراء ووزير الجيش، وأنا على ثقة بأن هذه الخطوة ستجعل مجلس الوزراء أكثر انسجاماً؛ لأن أزمة الثقة التي حلّت بيني وبين وزير الجيش لم تجعل من الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة”.
“إسرائيل” تنقسم
وخرجت فور إعلان نتنياهو القرار مظاهرات ضمت آلاف المتظاهرين ضده في مراكز “تل أبيب وحيفا والقدس وبئر السبع”، بالإضافة إلى “رحوفوت ورعنانا ونهاريا وقيسارية وكرميئيل وعدد من المدن الأخرى في جميع أنحاء الأراضي المحتلة”، وفق ما نقلته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد موقع “والا” العبري، بأنّ “شرطة الاحتلال الإسرائيلي قمعت عشرات المحتجين بعد اقتحامهم حواجز حول منزل عائلة نتنياهو في القدس”، بينما ذكرت القناة 12 العبرية، إنّه “تم اعتقال نحو 40 متظاهراً خلال مظاهرة في تل أبيب”، وقالت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية إنّ “الشرطة الإسرائيلية أطلقت النار على متظاهر مسن شمال حيفا”.
وتعليقاً على ذلك أكد رئيس الاحتلال الإسرائيلي، يسحاق هرتسوغ، أنّ “آخر ما تحتاج إليه (إسرائيل) الآن هو حدوث ثورة وتمزق في منتصف الحرب”، مشدداً أنّ “أمنها يجب أن يكون فوق كل الاعتبارات”.
ونقلت قناة “كان” العبرية عن مسؤولين أمنيين قولهم، إنّ “إقالة غالانت الآن فعل عديم مسؤولية في ظل انتظار هجوم إيراني، في حين علّق أفيغدور ليبرمان قائلاً: “إذا كان بالإمكان استبدال وزير أمن في وسط القتال فإنه يمكن أيضاً استبدال رئيس حكومة فشل في منصبه”.
كما دعا رئيس المعارضة في دولة الاحتلال يائير لابيد الإسرائيليين للنزول إلى الشوارع، وقال: “هذا تصرف جنوني، نتنياهو يبيع أمن إسرائيل”.
الأسباب المعلنة وراء إقالة غالانت
نشرت وسائل إعلام عبرية نقلاً عن مسؤول في مكتب نتنياهو أسباب إقالة غالانت، بأنه “كان بمنزلة ختم مطاطي لـ (الجيش الإسرائيلي) ولم يتحده ولو مرة واحدة، كما أنه دفع باتجاه التوصل إلى اتفاق في لبنان منذ نصف عام من دون المساس بـ قدرات حزب الله، بالإضافة إلى معارضة دخول رفح بسبب الضغوط الأمريكية”.
وأضاف المكتب أنّ “غالانت عارض مطلب نتنياهو باغتيال أمين عام حزب الله حتى قرر الجيش الإسرائيلي دعمه، ولم يقبل موقف نتنياهو والغالبية المطلقة للمجلس بشأن مسألة محور فيلادلفيا، بل عارض القرار بعد أن تم قبوله بالفعل”، متابعاً: “تصرف غالانت بطريقة تنافسية ضد نتنياهو، وأجرى لقاءات متكررة مع رؤساء الأجهزة الأمنية من دون العودة لنتنياهو”.
غالانت: 3 أسباب وراء إقالتي
أكد غالانت بعد إقالته وجود خلافات بشأن ثلاث قضايا مع تنياهو، قائلاً: “الخلاف الأول يتعلق بقضية التجنيد فأنا أرى أن كل من هو في سن التجنيد يجب أن يلتحق بالجيش، ولا يجوز تمرير قانون يعفي آلاف المواطنين من التجنيد -في إشارة إلى الحريديم-“.
وأضاف: “إن الخلاف الثاني يتعلق بالأسرى، علينا إعادتهم بأسرع ما يمكن وهذا هدف يمكن تحقيقه بقدر من التنازلات وبعضها مؤلم، والخلاف الثالث يتعلق باستخلاص العبر من خلال تحقيق رسمي منهجي في ما حدث”.
وفي سياق تعيين كاتس بدلاً منه نقلت القناة 12 العبرية عن غالانت قوله: “إن تعيينه بدلاً منه خلال الحرب أمر خطر على أمن الدولة لأنه فاقد لأي خبرة”.
من جهتها نقلت قناة “كان” العبرية عن مسؤول في الإدارة الأمريكية قوله: “القرار المفاجئ بإقالة غالانت مثير للقلق، خصوصاً في خضم حربين وفي الوقت الذي تستعد فيه (إسرائيل) للدفاع عن نفسها ضد هجوم محتمل من إيران، لدينا أسئلة حقيقية بشأن أسباب إقالة غالانت وما الدافع وراء القرار”.
وقبل أسبوع، قال غالانت في رسالة نشرتها صحيفة “هآرتس” العبرية إنّ “الحرب تُدار من دون بوصلة ومن الضروري تحديث أهدافها”.
أثر برس