خاص|| أثر برس عزفت العديد من العائلات السورية عن تحضير مونة “الكشك”، التي يبدأ تحضيرها عادةً في مثل هذا الوقت من السنة، بسبب ارتفاع أسعار المواد الداخلة في تصنيعها.
وفي جولة لمراسلة “أثر برس” لرصد أسعار المواد الداخلة في تصنيع الكشك وهي البرغل واللبن، تبيّن أن سعر كيلو البرغل يتراوح بين 12500-13500 ل.س، بينما سعر كيلو اللبن الرائب يتراوح بين 8500-9500 ل.س، بينما في العام الفائت، كان سعر الكيلو الواحد من البرغل 7500 ل.س، و سعر كيلو اللبن 5 آلاف ل.س.
الغلاء المعيشي يخفض كمية المونة:
قالت السيدة (رباب) من مدينة الكسوة لـ “أثر” إنها لم تحضر نفس الكمية التي تمونها كل عام من الكشك وذلك لارتفاع الأسعار، مشيرةً إلى أنها “اكتفت بشراء كيلو واحد من البرغل و3 كيلو من اللبن الرائب وصنعت منها كمية قليلة من الكشك لفصل الشتاء”.
“شم ولا تدوق” بهذه العبارة وصفت السيدة (حياة) من بلدة جديدة عرطوز استياءها لـ”أثر”، متابعةً أن: “سعر كيلو الكشك الجاهز ما يقارب 100 ألف ل.س، وهذا المبلغ يفوق قدرتها المادية لهذا السبب قررت صنع 2 كيلو من الكشك في المنزل عوضاً عن شرائه، علماً أن حاجة أسرتها إلى أكثر من ذلك ولكن الغلاء المعيشي يفرض نفسه على الجميع”، بحسب تعبيرها.
كما بيّن (علي) أحد سكان بلدة زاكية بريف دمشق لـ”أثر” أن زوجته موظفة ولا تملك الوقت الكافي لصنع الكشك، لهذا سيقوم بشرائه جاهز من السوق، ولكن عندما تنخفض الأسعار في شهر أيلول، موضحاً أن “سعر الكيلو الواحد اليوم يتراوح بين 100-150 ألف ل.س”.
وأكد العم (أبو زياد) من مدينة جرمانا لـ”أثر” أن تكلفة 4 كيلو غرام من الكـشك تساوي 245 ألف ل.س دون أجرة طحن الكشك بعد تجفيفه، مشيراً إلى أنه “اشترى 16 كيلو من الحليب بسعر 132 ألف ل.س وذلك ليصنع اللبن الرائب في المنزل، كما دفع مبلغ 50 ألف ل.س لـ 4 كيلو برغل، واستهلك 2 كيلو من الغاز بسعر 60 ألف ل.س وبجمعها نحصل على التكلفة المذكورة سابقاً”.
صنع الكشك متعب:
بدورها، أوضحت السيدة (صفاء) من مدينة داريا تعمل في صناعة الكشـك وبيعه لـ”أثر” أن صنع الكشك متعب جداً وأي سعر تضعه يعد قليل، مبينةً أنها “بحاجة لصنع اللبن الرائب أولاً في المنزل، وبعدها يتم وضع البرغل بالماء الدافئ لعجنه، وثم يتم خلطه مع اللبن وصنع كرات منه، ووضعه على الأقمشة ورفعه على سطح المنزل حيث توجد الشمس ليتم تجفيفه، وبعدها يتم طحنه وبيعه للأهالي”.
وتابعت أن كل 1 كيلو برغل يحتاج إلى 4 كيلو من اللبن وهذه الكمية المذكورة تُعطي 1 كيلو من الكشك بشكل صافٍ، ولهذا السبب يباع بسعر مرتفع.
الأعلاف والمحروقات وراء ارتفاع الأسعار:
من جهته، أكد العم (أبو بهاء) صاحب مزرعة لتربية المواشي بريف دمشق لـ”أثر” أن ارتفاع سعر العلف هو السبب الرئيسي لرفع سعر الحليب، ويوجد طلب بشكل زائد على الحليب تزامناً مع موسم صنع الكشك، مبيناً أنه “يبيع بسعر يناسبه هو والأهالي، إضافة لذلك يجب بيع كل الكمية الموجودة لديه بسبب ارتفاع درجات الحرارة لكي لا تفسد وتصبح غير صالحة”.
وتابع أن ارتفاع سعر البرغل يعود لتوفر المحروقات للجرارات الزراعية وارتفاع سعرها بالإضافة لتكاليف الري للمحصول واليد العاملة.
جدير بالذكر أن الكشـك يعد من المأكولات التراثية لجميع السوريين ولا يمكن الاستغناء عنه في فصل الشتاء، كما اُعتبرت صناعة الكشك مهنة وأحد أبواب الرزق للعديد من الموجودين في أرياف المحافظات أو ممن حملوها معهم لبلاد الاغتراب.
ولاء سبع- ريف دمشق