جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التأكيد على رغبته بإعادة العلاقات مع سوريا إلى مسارها، وذلك بعد أيام قليلة من تأكيده على أن بلاده “ستكمل في المدة المقبلة الحلقات الناقصة للحزام الأمني على حدودها الجنوبية”.
وأشارت وكالة “الأناضول” التركية اليوم الأربعاء، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أبدى تفاؤلاً تجاه مسألة التقارب السوري- التركي، مبيناً أن “ما زال لديه أمل بلقائه وإعادة وضع علاقات البلدين إلى مسارها”.
وتطرق إلى مشكلة أنقرة مع انتشار “الوحدات الكردية” -الذين تعتبرهم تركيا “تنظيمات إرهابية- شمالي شرق سوريا، إذ قال: “هناك مناطق على حدودنا يتمسك بها الإرهابيون ولا يمكن ضمان الأمن الكامل دون تطهيرها وتجفيف مستنقع الإرهاب”.
وأضاف “عملياتنا خارج الحدود من أجل أمن بلادنا دائماً على جدول أعمالنا، ولدينا الاستعداد للبدء في أي وقت إذا شعرنا بالتهديد”.
وجاءت تصريحات أردوغان، حول أمله باستكمال مسار التقارب السوري- التركي، بعد ساعات من تصريحات وزير دفاعه، الذي أكد أن القوات التركية لن تنفذ في هذه المرحلة المطلب السوري المتعلق بالانسحاب من الأراضي السورية وإعادتها إلى سيادة دمشق، مشيراً إلى أنه “لا يمكننا الحديث عن هذا الآن؛ لوجود شروط يجب أن تتحقق أولاً أهمها ضمان أمننا القومي”.
كما أكد وزيرالخارجية التركي حقان فيدان، في تصريحات نشرتها صحيفة “ملليت” التركية يوم الإثنين 11 تشرين الثاني الجاري، أن معركة بلاده ضد “الوحدات الكردية” ستستمر حتى النهاية.
وتشير التقديرات إلى اختلاف التصريحات التركية بعد فوز دونالد ترامب، بالانتخابات الرئاسية، إذ كانت أنقرة تعرب باستمرار عن رغبتها بإنجاز عملية التقارب من دون التطرق إلى احتمال شن عملية عسكرية في سوريا، وبعد فوز ترامب، عادت أنقرة للإشارة مجدداً إلى مسألة العملية العسكرية شمالي سوريا.
وكان أردوغان، قد أبدى تفاؤلاً بعد فوز ترامب، بأن القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا، ففي 8 تشرين الثاني الجاري، أكد الرئيس التركي أنه سيقيّم مع نظيره الأمريكي المُنتخب مسألة سحب القوات الأمريكية من سوريا وإنهاء دعم “حزب العمال الكردستاني” وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وخلال الفترة التي فصلت بين ولايتي ترامب وهي بين عامي 2021- 2024 تم الكشف عن محادثات جرت بين أردوغان وترامب، حول الملف السوري، ففي آب 2024 كشف مستشار الأمن القومي السابق لترامب، هربرت ماكماستر، عن محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لإقناع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال فترة رئاسته السابقة، بالانسحاب من سوريا، وذلك في كتابه “في حرب مع أنفسنا: جولتي في الخدمة في البيت الأبيض في عهد ترامب”
وأشار ماكماستر، إلى أنه جرت مكالمة هاتفية بين ترامب وأردوغان، في 24 تشرين الثاني 2017 ووصف فيها أردوغان، استمرار نقل الأسلحة إلى “قوات سوريا الديمقراطية” بأنه إهدار للمال، ليجيب ترامب بقوله: “أنت على حق، هذا أمر سخيف”.
يشار إلى أن قناة bbc tutkce نقلت عن مصدر دبلوماسي تركي تأكيده على أن “أنقرة تلقت رسالة من أمريكا مفادها أنه يجب حل مشكلة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا على أساس التعاون، لكن ليس لدى الولايات المتحدة أجندة للانسحاب رسمياً بعد”.