أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لقاءً مع قناة “A Haber” التركية، أمس الجمعة، تحدّث فيه عن العملية العسكرية التركية المرتقبة شمالي سوريا، وعن مسار التقارب مع دمشق، بالإضافة إلى العلاقات التركية- الأمريكية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الوزير التركي، إنّ “روسيا تقف على الحياد نوعاً ما بخصوص تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق”، مضيفاً أنّه “إذا أرادت دمشق اتخاذ خطوات بشأن بعض القضايا الحاسمة، فلا أعتقد أن الروس سيقولون لا، لكنني لا أعتقد ولا أرى أن الروس سيمارسون ضغوطاً كبيرة على دمشق لاتخاذ هذه الخطوات، وبصراحة، يبدو أنهم محايدون بعض الشيء بشأن هذه القضية”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وأشار فيدان إلى “ضرورة اتخاذ بعض الخطوات اللازمة للتوصل إلى حل في المسألة السورية”، لافتاً إلى أنّ “دمشق تواجه حالياً تأثيرات التوسع الإسرائيلي في المنطقة بشكل لم يسبق له مثيل”، وتابع: “كان الإسرائيليون ينفذون الضربات بالتنسيق مع الروس، والآن نشاهد أن وتيرة الضربات زادت بعد الحرب في قطاع غزة، لتصبح مرة أو مرتين، وأحيانا 3 مرات في الأسبوع”.
وفيما يخص الوضع في شمال سوريا، قال وزير الخارجية التركي: “أبلغنا أصدقائنا الأمريكيين وبقية الدول أننا سنواصل القتال ضد الأهداف خارج حدودنا، والتي تشكل تهديداً لأمتنا ودولتنا، بغض النظر عمن يوجد هناك أو مع من يتعامل”.
وأكد فيدان، أن “على الدول الإقليمية أو الدول غير الإقليمية المهتمة بالمنطقة، أن تفهم أهداف تركيا في الحرب ضد تنظيم “حزب العمال الكردستاني”، وامتداداته في المنطقة – تصنفه تركيا منظمة إرهابية -“، زاعماً أن تركيا لا تهدف للتوسع في المنطقة، إنما انتقلت من الاستراتيجية الدفاعية إلى الوقائية.
وفي خصوص انتخاب ترامب والعلاقة التركية- الأمريكية في المدة المقبلة، قال وزير الخارجية التركي إنّ “أردوغان، يتمتع بعلاقة شخصية قوية مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب”، مضيفاً: “لا أعتقد أنه ستكون هناك مشكلة كبيرة مع الولايات المتحدة، أي أنه لن تكون لدينا أي مشكلات في فهم الحكومة ورؤية ردود أفعالها”.
ولفت فيدان إلى أنه “لاحظ في الأسماء المرشحة لإدارة ترامب الجديدة منذ البداية هو موقف داعم بقوة لإسرائيل، وهذا ليس مفاجئاً”، وأردف: “بمعنى آخر، أصبح دعم (إسرائيل) شرطاً ضرورياً في السياسة الداخلية الأمريكية، وخاصة في الكونغرس، بما في ذلك مجلس النواب ومجلس الشيوخ على وجه الخصوص”.
يأتي ذلك في ظل تلويح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القيام بعملية عسكرية شمالي سوريا، لاستكمال مشروع “المنطقة الآمنة” التي يزعم أردوغان من خلالها “تأمين الحدود التركية وحماية أمن بلاده القومي”.
وفي هذا الصدد، لفت الخبير في الشؤون التركية أحمد الإبراهيم لـ “أثر” في وقت سابق، إلى أنّ “الصحافة التركية خير دليل بالرد على أردوغان عند حديثه عن الأمن القومي، فأردوغان منذ عام 1984 لم يستطع حماية الأمن الداخلي التركي من مسلحي (حزب العمال الكردستاني) الموجودين في مرسين وإسطنبول وجنوب شرقي الأناضول، حتى إنهم دخلوا إلى البرلمان”.
كما أوضح الإبراهيم في سياق مسار التقارب بين أنقرة ودمشق، أنّ “أردوغان يريد التقارب مع سوريا، في عملية مشابهة للسلام الذي يدعو إليه ترامب مع الفلسطينيين”، مشيراً إلى أنّ: “يريد أردوغان احتلال الأراضي السورية، والسعي إلى البقاء في السلطة بكسب الإسلاميين والقوميين في تركيا، بتطبيق (الميثاق الملّي)، عبر إقامة حزام أمني يعده أردوغان أراضي تركيّة”.
أثر برس