جددت واشنطن تأكيد موقفها المعارض إجراء انتخابات البلديات في مناطق شمال شرقي سوريا، التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”، وذلك بعدما منحت “المفوضية العليا للانتخابات في إقليم شمال شرقي سوريا” تفويضاً بإجراء انتخابات البلديات كل مقاطعة على حدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في بيان أصدره أمس الجمعة: “إن الولايات المتحدة تعتقد أن الشروط اللازمة غير مستوفاة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وشاملة في سوريا، بما في ذلك المناطق الشمالية والشرقية”، مضيفاً أنه لهذا السبب لا تدعم واشنطن الدعوات الانتخابية التي تخطط لها “الوحدات الكردية”.
وكانت “المفوضية العليا للانتخابات في إقليم شمال شرقي سوريا” التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” قد منحت “المقاطعات” في شمال شرقي سوريا تفويضاً بالعمل لإجراء انتخابات البلديات، وذلك في الوقت الذي تراه مناسباً بحسب وضع كل مقاطعة بالتنسيق مع “اللجنة العليا للانتخابات”.
وأجّلت “الإدارة الذاتية” انتخابات البلديات التي كانت مقررة نهاية شهر أيار مايو من العام الجاري، ثم أجلتها إلى منتصف شهر حزيران الفائت، لتؤجله مرة أخرى إلى شهر آب الماضي.
وعلّق حينها نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، على تلك الانتخابات بقوله: “إن أي انتخابات تجري في سوريا يجب أن تكون حرة ونزيهة وشفافة وشاملة، وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254″، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة “لا تعتقد أن هذه الشروط متوفرة بالانتخابات في شمال شرقي سوريا”.
وأشار مصدر مطلع في تصريح لـ”أثر برس” إلى أن قرار تفويض المقاطعات لإجراء الانتخابات هو محاولة التفاف تجريها “الإدارة الذاتية الكردية” التي لاقت معارضة لإجراء مثل هذه الانتخابات خاصة من واشنطن، موضحاً أن “إعادة تأكيد الخارجية عدم إجراء الانتخابات لعدم توفر شروط إجرائها في المنطقة، يؤكد نية الإدارة الذاتية لإجراء هذه الانتخابات الأمر الذي قد يؤجج الوضع الميداني، ويعطي المبرر لأنقرة لتشن عملاً عسكرياً جديداً يستهدف مواقع قسد في المنطقة”.
وفي آب الفائت، نقلت وكالة “روداوو” الكردية عن مصادر في “الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا” أن الأخيرة تدرس تأجيل “الانتخابات المحلية” إلى أجل غير مسمى بعدما كان من المقرر إجراؤها في الشهر نفسه، ونقلت عن سكرتير أحد الأحزاب شريطة عدم الكشف عن هويته قوله: “مناطق شمال وشرق سوريا تعيش وضعاً حساساً للغاية، يجب علينا تأجيل الانتخابات إلى وقت مناسب حتى نتمكن من إجراء عملية ناجحة”.
وأكد حينها رئيس “حزب الاتحاد الديمقراطي” السوري، صالح مسلم، في تصريح صحافي أن الأمريكيين نقلوا للأكراد السوريين رسالة شفوية مفادها أنهم “استعجلوا في إعلان الانتخابات”.
يشار إلى أن “قسد” تسيطر على مناطق شمال شرقي سوريا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، التي أكدت مؤخراً مرات عدة أنها مستمرة بالتعاون مع “شركائها المحليين” المتمثلين بـ”قسد”.