أكدت وزارة الخارجية الروسية أنها واثقة من أنه سيتم اتخاذ خطوات جديّة في مسار التقارب السوري- التركي في المرحلة المقبلة، وذلك في معرض تعليقها على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي أمس الجمعة: “نشجع شركاءنا على مواصلة الاتصالات بكل الوسائل الممكنة، كما اتخذت تركيا خطوات مهمة في الفترة الأخيرة فيما يتعلق بمسار التطبيع”.
وتابعت: “هناك إشارات من تركيا، بما في ذلك من الرئيس رجب طيب أردوغان، حول استعدادهم لتطبيع العلاقات مع سوريا، ونحن نرحب بهذا الاتجاه، ونثق في أنه سيتم اتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه من الجانبين”.
وأشارت زاخاروفا إلى أن “صيغة أستانا هي الآلية الدولية الفعالة الوحيدة في تطوير الحل السلمي في سوريا”، مؤكدة: “نحن مصممون على مواصلة تعاوننا الوثيق مع شركائنا الأتراك وفق صيغة أستانا”.
وأكد الرئيس التركي أنه كلّف وزير خارجيته حقّان فيدان في هذا الملف، موضحاً أن الأخير “يعمل حالياً لتحديد خريطة الطريق بمحادثاته مع نظرائه، وبناء على ذلك سنتخذ الخطوة اللازمة إن شاء الله”.
وأضاف أن “الخطوة الأهم في عملية البناء هذه هي بدء عهد جديد مع سوريا”، متابعاً: “أهم ما نتطلع إليه هو أن لا ينزعج أحد من المناخ الذي سيتيح لسوريا، بناء مستقبل جديد وموحد”.
وفي وقت سابق أكد نائب رئيس حزب “الوطن” التركي هاكان توبكورولو، أن استخبارات دولية تدبّر استفزازات تهدف لمنع اللقاء المحتمل بين الرئيسن الأسد وأردوغان، والتطبيع بين أنقرة ودمشق.
يشار إلى أن مسار التقارب السوري- التركي بدأ الحديث عنه في بداية تموز 2021، إذ أعلن وزير الخارجية الإيراني السابق حسين أمير عبد اللهيان، نية بلاده لتقريب وجهات النظر بين سوريا وتركيا، وتم حينها إجراء قمة ثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران في طهران، تبعتها لقاءات عدة بين وزراء دفاع وخارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا، وبعد هذه اللقاءات أعلن وزير الخارجية التركي حقان فيدان في آذار 2024 خلال مؤتمر صحافي عُقد في ختام منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث الذي أُجري في أنقرة: “إن الظروف غير مناسبة للتطبيع مع دمشق”، موضحاً أنه بحث مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، خلال لقائهما على هامش المنتدى، الملف السوري بالتفصيل، فيما أعرب أردوغان في 28 حزيران الفائت عن أمله بإعادة العلاقات مع دمشق كما كانت في الماضي ولقاء الرئيس الأسد.