خاص|| أثر برس أطلقت “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” ما تسميه بـ”الانتخابات البلدية”، في مناطق ريف دير الزور الواقعة شرقي نهر الفرات بعيداً عن الصخب الإعلامي والسياسي، وذلك تنفيذاً للتوجيهات الأمريكية بهذا الخصوص.
وأكدت مصادر كردية مقرّبة من “قسد” أن الأخيرة تلقت تعليمات مشددة من فريق وزارة الخارجية الأمريكية العامل في مناطق سيطرتها، ومن القوات الأمريكية بشكل مباشر بأن يتم تنفيذ الانتخابات من دون أي تغطية إعلامية ومن دون حملات انتخابية، وعلى أن تكون الانتخابات في كل منطقة على حدة وذلك لتجنب استفزاز الحكومة التركية التي كانت قد هددت بعملية عسكرية في شمالي سوريا ضد “قسد”، في حال أصرت الأخيرة على تنفيذ الانتخابات.
وأشارت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن الانتخابات التي ستُجرى شكلياً، يرشح إليها بشكل أساسي أعضاء المجالس الحاليين، وغالباً ستكون الأصوات في الانتخابات من عناصر “قسد”، ومن السكان المحليين رهن التهديد بوقف بطاقات التدفئة والخبز الخاصة لأي شخص يمتنع عن التصويت، الأمر الذي كان قد طبق قبل أسبوع تقريباً في محافظة الرقة وأعيد في غالبية المجالس انتخاب الأعضاء السابقين.
وكانت “قسد” قد أجلت هذه الانتخابات مرات عدة، إذ أكد قرار أصدرته “الإدارة الذاتية” سابقاً أن الانتخابات ستجري في وقت تراه “الهيئة العليا للانتخابات” مناسباً، بحسب وضع كل “مقاطعة” على حدة.
وسبق أن أكد مسؤولون أمريكيون سابقاً أن واشنطن لا تجد الوقت مناسباً لمثل هذه الخطوة، ففي 13 أيلول الفائت قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في بيان أصدره أمس الجمعة: “إن الولايات المتحدة تعتقد أن الشروط اللازمة غير مستوفاة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وشاملة في سوريا، بما في ذلك المناطق الشمالية والشرقية”، مضيفاً أنه لهذا السبب لا تدعم واشنطن الدعوات الانتخابية التي تخطط لها “الوحدات الكردية”.
وتصر “قسد” على إجراء الانتخابات بحجة “دعم الحوكمة”، في المناطق التي تسيطر عليها، إذ تريد فرض المرتبطين بها بشكل مباشر لأطول فترة ممكنة، كما أن الأمر يعد بمنزلة إثبات سطوة “حزب الاتحاد الديمقراطي”، الذي يشكل العامود الفقري لـ”مجلس سوريا الديمقراطية- مسد”، على المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، فيما تتخوف الأخيرة من إجراء الانتخابات في المناطق التي تقع بريف الحسكة الشمالي والتي تشهد وجوداً لمكونات “المجلس الوطني الكردي”، وهو من الأحزاب المعارضة لـ”قسد” والتي ترتبط بشكل مباشر بكل من أنقرة وإقليم شمال العراق (كردستان)، الأمر الذي قد يُدخل المناطق الشمالية من ريف الحسكة في جولة جديدة من التهديدات التركية والتي قد تصل حد ذهاب أنقرة إلى ممارسة تصعيد عسكري من خلال عمليات الطيران المسير والقصف المدفعي.
يشار إلى أن رئيس “حزب الاتحاد الديمقراطي” السوري، صالح مسلم، أوضح سابقاً ما قاله الأمريكيون لهم بشأن “انتخاب البلديات” إذ قال: “(نحن نرى أنكم تستعجلون في هذه الخطوة)، هذا كل ما قالوه ولم يقولوا أي شيء آخر، وربما كانوا على حق بالنسبة للترتيبات اللوجيستية والتقصير الكبير في إعداد هذه الانتخابات، سيما زيارات الوفود الخارجية والمراقبين نظراً لخبرتهم الطويلة في هذا المجال”، مضيفاً “نحن لا نعلم ما المقصود من هذا الاستعجال؛ إن كان مرتبطاً بتهيئة الأجواء الدولية، أم ضرورة وجود ترتيبات محلية أكثر تنظيماً من مفوضية الانتخابات”.
المنطقة الشرقية