يصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن إلى دمشق اليوم، في زيارة يسعى فيها إلى تكثيف جهوده في إطار إجراء جولة تاسعة من اجتماعات اللجنة الدستورية بعد توقفها مدة عامين.
ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن مصادر متابعة، أنّ “زيارة بيدرسن إلى دمشق ستستمر أياماً عدة، يجري فيها عدداً من اللقاءات الرسمية للبحث في ملف الدستورية”.
جاء ذلك بعدما صرّح مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف في 14 الشهر الجاري، بأنّ “سلطنة عُمان والسعودية ومصر والعراق، عرضت استضافة الجولة التاسعة المقبلة من الاجتماعات”، مؤكداً أنّ “جنيف لا تزال مكاناً غير مقبول لإجراء محادثات “اللجنة الدستورية”.
ولفت المبعوث الروسي في تصريح لوكالة “تاس” الروسية إلى أنّ “(المعارضة) رفضت إجراء اجتماعات اللجنة في بغداد؛ لأنها مكان غير محايد وفق رؤيتها وتدعم دمشق”، قائلاً: سألت علانية، لماذا بغداد غير مقبولة؟ فقط لأنها تقدم دعماً معيناً لدمشق؟ لا يمكن أن يكون لها أي تأثير بك في أثناء محادثات اللجنة الدستورية، وافقوا من حيث المبدأ، لكنهم اعترضوا على هذا المكان على الرغم من ذلك”.
واعتبر لافرنتييف أنّ “عمل اللجنة الدستورية يجب أن يُستأنف في أقرب وقت ممكن، غير أن ذلك يتطلب الكثير من الجهد لإيجاد مكان مقبول لكل من وفدي “اللجنة الدستورية”، مشيراً إلى “صعوبة التأثير في قرار الوفدين”.
وبدأت “اللجنة الدستورية” أعمالها عام 2019 في جنيف، وعقدت حتى الآن ثماني جولات، وتتكون من ثلاثة وفود (المعارضة والحكومة السورية والمجتمع المدني)، لوضع دستور جديد لسوريا وفقاً للقرار 2254، غير أن دمشق وموسكو طالبتا بنقل اجتماعات اللجنة بعيداً عن جنيف؛ لانحياز سويسرا إلى السياسة الأمريكية والغربية، وهذا ما كانت ترفضه المعارضة.
ولم تُفلح توقعات بيدرسن، المتعلقة بإحراز تقدم في الجولة الثامنة لاجتماعات اللجنة الدستورية، إذ انتهت الجولة حينها من دون التوصل لأي اتفاق، باستثناء الاتفاق على موعد الجلسة المقبلة في الربع الأخير من تموز 2022، بالإضافة إلى العمل لتحويل الاجتماعات إلى شهرية.
وكان بيدرسن قد أشار خلال اجتماع في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا نهاية الشهر الفائت، إلى أنّ “نيران النزاعات تستعر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك غزة، وأيضا في لبنان”. وتابع “يمكن تحسّس هذه الحرارة في سوريا أيضاً”، محذراً من أنّ “تمدد النزاع الإقليمي إلى سوريا أمر مثير للقلق وقد يزداد سوءاً”.
وقال بيدرسن : “شهدت سوريا الشهر الفائت الحملة الجوية الأسرع وتيرة والأوسع نطاقاً من الغارات الجوية الإسرائيلية في السنوات الـ13 الماضية”، مضيفاً: أنّ المناطق السكنية، حتى في قلب دمشق، تعرضت للقصف”.
كما حذّر المبعوث الأممي من أنّ “التصعيد الإقليمي قد يؤدي إلى انهيار اتفاقات وقف إطلاق النار التي وفّرت، على الرغم من عدم اكتمالها، تجميداً ضرورياً للجبهات الأمامية على مدى السنوات الأربع الماضية”.
أثر برس