خاص|| أثر برس كشفت مصادر كردية أن عملية الحوار “الكردي – الكردي”، قد تنطلق خلال وقت قريب، مشيرة إلى أن قبول “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”، بهذا الحوار كان شرطاً أمريكياً للسماح بإقامة “الانتخابات البلدية”، التي تجريها في المناطق التي تسيطر عليها بشكل متتالٍ بعيداً عن وسائل الإعلام.
المصادر كشفت في حديثها لـ”أثر برس” عن دور “أمريكي – فرنسي”، في دفع عملية الحوار “الكردي – الكردي”، والتي ستجمع كل من “قسد”، وما يعرف باسم “المجلس الوطني الكردي”، المعروف بمواقفه الموالية للحكومة التركية وقربه من حكومة إقليم شمال العراق.
ورجّحت المصادر أن هذه الجولة من الحوار وإن كانت تبدو أكثر جدية من سابقاتها بسبب وجود وساطة فرنسية، لكن قيادات “قسد”، ستعمل لعرقلته لاحقاً، إذ إنها ترفض الوصول إلى مرحلة “اقتسام السلطة”، في المناطق التي تسيطر عليها مع أي طرف وخاصة “الوطني الكردي”، كونه يتهم من قبل القيادات الكردية بالعمالة لأنقرة.
وأكدت مصادر مقربة من “المجلس الوطني الكردي” لـ”أثر برس” أن الأخير وافق على الحوار بعد التدخل الفرنسي وتلقيه وعوداً بـ “جدية قسد” في الحوار، مشيرة إلى أن إطلاق سراح المعتقلين من قيادات وأعضاء “المجلس” لدى “قسد”، سيكون من “خطوات تبادل الثقة”، التي ستسبق إطلاق الجولة القادمة من الحوار، وأن ممثلين عن فريق وزارة الخارجية الأمريكية المنتشر في سوريا انتشاراً غير شرعي، إضافة إلى شخصيات فرنسية ستكون حاضرة في جلسات الحوار بين الوفود التي ستجلس إلى طاولة الحوار.
لكن المجلس لا يتوقع انفراجات حقيقية أو الوصول إلى اتفاق قابل للتطبيق على أرض الواقع بفعل عدم استقلالية “قسد”، في قرارها في إطار الحوار مع أي قوة كردية لا تعتبر “حزب العمال الكردستاني”، كجهة تقود القوى السياسية الكردية المتعددة.
ويعترض “المجلس الوطني الكردي” على سياسات “قسد”، التي تستفرد بإدارة المنطقة، فيما تشير مصادر لـ”أثر برس” إلى أن “المجلس” لا يمتلك مواقف مختلفة حيال القضية السورية، إذ إنه يعتبر أيضاً أن تشكيل “كيان كردي مستقل أو شبه مستقل” من قضاياه الملحة، لكنه يمتلك استراتيجية مختلفة في تطبيق هذه الفكرة تقوم على بناء علاقات قوية مع الحكومة التركية وتصفية أي خلافات معها لضمان استمرارية وجود هذا الكيان على غرار تجربة إقليم شمال العراق “كردستان”، كما إن “المجلس الوطني الكردي”، يعتبر أن إقامة كيان بإدارة القوى السياسية الكردية في سوريا، ستكون خطوة أولى للاندماج مع “كردستان”، على المستويين السياسي والاقتصادي.
ويتألف “المجلس الوطني الكردي” من 15 حزب وفصيل من أكراد سوريا ويتمتع برعاية من رئيس إقليم “كردستان العراق” مسعود البارزاني، وتم تأسيسه في تشرين الأول من عام 2011، فيما تشكلت “قسد” عام 2015 وتتكون من “اتحاد تشكيلات وفصائل عسكرية مختلفة ويغلب عليها المكون الكردي” وتعرف عن نفسها بأنها “قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين، تجمع العرب والكرد والسريان”.
يذكر أن الاتفاق بين “قسد” و”المجلس الوطني الكردي” يجب أن يفضي إلى تطبيق “اتفاق دهوك”، الذي يقضي باقتسام السلطة في مناطق شمال شرقي سوريا بنسبة 40 في المئة لـ”قسد” و40 في المئة لـ”المجلس الوطني الكردي” والبقية للشخصيات المستقلة، ما يهمش بشكل كامل القوى غير الكردية في المنطقة.
المنطقة الشرقية