أثر برس

الآثار والمتاحف: الصور المتداولة من ريف حلب حقيقية لكن تاريخ اكتشافها يعود لعام 2004

by Athr Press G

خاص|| أثر برس تداولت عدد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية أخباراً تتعلق باكتشاف أبجدية جديدة في سوريا وتحديداً في منطقة تل أم المرا في ريف حلب.

الأسطوانات الأثرية

الأسطوانات الأثرية

إذ يقول الخبر: “عثر باحثون من جامعة (جونز هوبكنز) الأمريكية، في إحدى المقابر الأثرية بمنطقة تل أم المرا في ريف حلب شمالي سوريا، على أسطوانات طينية أثرية بطول الإصبع قدروا تاريخها إلى نحو 2400 عام قبل الميلاد، تحمل رموزاً قد تكون جزءاً من أقدم أبجدية معروفة في التاريخ بنحو 500 عام، على أن يتم تقديم هذا الاكتشاف في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للأبحاث الخارجية، ليقلب ما نعرفه عن أصل وتطور الأبجديات، وما تعنيه للحضارات المبكرة”.

تعليقاً على ما ورد، وحول قدم الصور الموجودة والسبب بالتأخر في الحديث عنها، قال مدير المديرية العامة للآثار والمتاحف نظير عوض لـ “أثر” إن هذه البعثة قديمة والاكتشاف تم تقريباً خلال العام 2004، ونشر كتاب حول هذا الموضوع في العام 2010، وحالياً تم فتح الموضوع في محاضرة بجامعات الولايات المتحدة الأمريكية، إذ قال العالم إنه أمضى كل هذه الفترة بالبحث والمقارنة، ولكن لا يزال الموضوع بحاجة لدراسات متعمقة بشكل أكبر.

وبين عوض أن يوجد لدى البعثات التي كانت في سوريا العديد من الصور الدقيقة والموثقة للآثار التي يتم اكتشافها، لكن كان الأجدى والأفضل قبل أن يتم الإعلان عن هذه الفكرة، أن يتم التواصل مع المديرية العامة الآثار والمتاحف، من قبل الأمانة العلمية سيما وأن باب المديرية مفتوح بشكل دائم.

وحول الصور التي تم نشرها للأسطوانات، بين عوض أنها ملتقطة من قبل البعثة التي كانت موجودة في سوريا، مؤكداً أنها قطع حقيقية وموجودة في سوريا وهي من مقتنيات متحف حلب.

لكن عوض أشار إلى أن عمل هذه البعثات متوقف نتيجة الحرب والحصار على سوريا حالياً، علماً أنها سابقاً كانت تتم بالتنسيق مع الحكومة والجهات المعنية السورية.

جدل أقدم أبجدية:

ويرى عوض أن موضوع كون هذه الأبجدية المكتشفة هي أقدم أبجدية معروفة في التاريخ، يبقى في النهاية فرضية لا يمكن إثباتها بشكل مباشر بل تحتاج للمزيد من البحث، فيمكن أن تكون غير دقيقة من ناحية التحليلات التي تم التوصل إليها.

وأضاف أنه في حال كان هذا الكلام صحيحاً وتم إثباته سيعزز مكانة سوريا الحضارية وعمقها الحضاري، منوّها إلى أنه حتى الآن هناك من يقف مع نظرية الأبجدية الجديدة وهم قليلون، ومنهم من يقف ضدها.

ولفت عوض إلى أن منطقة أم المرا في حلب تحوي العديد من الآثار القديمة التي تم اكتشافها مثل المدافن الصرحية الكبيرة، ما يدل على وصول المجتمعات التي كانت موجودة سابقاً في هذه المناطق إلى حالة من الرقي والتطور العمراني والفكري واللاهوتي أيضاً، وبالتالي يمكن وجود مكتشفات مهمة في المنطقة تصل إلى هذا المستوى.

وأشار إلى أن الأبجدية المكتشفة في أوغاريت من أقدم الأبجديات الموجودة في العالم، واستخدمت لفترة طويلة في منطقة واسعة جداً وذلك لأهمية مملكة أوغاريت في حينها ودورها الاقتصادي والحضاري تاريخياً.

يذكر أن منطقة تل أم المرا التابعة لمحافظة حلب تقع بالقرب من منطقة الجبول في منطقة الفرات الأوسط في منطقة عبور بين الشرق والغرب وتمتد لأكثر من 19 لـ 20 هكتار.

حسن جميل العبودي

اقرأ أيضاً