أثر برس

رسائل بيدرسون.. كيف علّق أعضاء “الدستورية” على زيارته دمشق؟

by admin Press

خاص|| أثر برس لم تحمل زيارة المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون أي ملامح جديدة أو آفاق سياسية لعقد اجتماعات اللجنة الدستورية والتي علقت أعمالها نتيجة المواقف السياسية التي انتهجتها جنيف تجاه موسكو خلال الحرب الروسية الأوكرانية، لتبقى قضية مكان انعقاد اجتماعات اللجنة محط خلاف بين الأطراف المعنية.

زيارة بيدرسون دمشق هي الثانية هذا العام، بعد زيارة سابقة في آذار الماضي، دعا وقتها إلى مواصلة اجتماعات اللجنة، بينما عرضت كل من مصر والعراق استضافة الاجتماعات المقرر عقدها في جنيف، لكن اللافت في زيارة بيدرسون هذه المرة غياب وجود حل أو التطرق بشكل واضح لاجتماع اللجنة الدستورية الأمر الذي جرى تفسيره على أنه ثمة رسائل سياسية أراد إيصالها إلى دمشق.

لقاء متأخر

بعد أيام من زيارته دمشق التقى المبعوث الأممي غير بيدرسون وزير الخارجية السوري بسام صباغ، وهذا طرح عدداً من التساؤلات حول تأخر اللقاء أياماً عدة منذ وصوله، الأمر الذي فسرته بعض الأطياف المعارضة على أنه مقصود بعدم رغبة الحكومة السورية استئناف العمل مع بيدرسون بملف اللجنة الدستورية.

عضو لجنة مناقشة الدستور المدعومة من الحكومة السورية د. محمد خير عكام أشار إلى أن بيدرسون ربما أجرى عدداً من اللقاء والاتصالات والمشاورات قبيل لقائه وزير الخارجية السوري، إذ جرت العادة أن لا تتجاوز زيارته اليومين ينهي فيهما كل الملفات والاتصالات المتعلقة به خلالها، وربما وسع من اتصالاته ولقاءاته.

بينما لفتت عضو لجنة مناقشة الدستور عن المجتمع المدني ميس كريدي سبب تأخر الزيارة إلى أنه يعود لزيارة وزير الخارجية إلى طهران والانشغالات الحكومية التي طرأت مصادفة خلال زيارته، وعليه تأخر اللقاء الذي جمع بين بيدرسون ووزير الخارجية السوري بسام الصباغ.

أزمة مكان مختلقة!

تشير التقديرات السياسية الخاصة بالأطراف المعنية بلجنة مناقشة الدستور بما فيها المعارضات المنقسمة إلى أن المشكلة الحقيقة ليست في مكان انعقاد الاجتماع، إذ سبق أن صرح رئيس ما يسمى “المكتب القانوني لدى هيئة التفاوض” طارق الكردي أن سبب تعطيل أعمال اللجنة ليس هو المكان، لافتاً إلى عدم تلقي المعارضة السورية أي مقترح حول مكان بديل لانعقاد الجولة التاسعة.

من جانبها عضو لجنة مناقشة الدستور عن المجتمع المدني ميس كريدي أوضحت أن تعطيل أعمال اللجنة ليس المكان، بل يندرج وفق اعتبارات سياسية ودولية في المنطقة وغياب الإرادة من قبل أطراف المعارضة الذين يتم توجيههم خارجياً في اتخاذ قراراتهم.

كريدي خلال حوار خاص مع “أثر برس” أشارت إلى أن زيارة بيدرسون جاءت لإجراء قراءة شاملة للموقف السياسي السوري في ظل تصاعد الأحداث المحيطة، وتحضيراً لإجراء مطالعته الخاصة أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة، وبناء على ذلك أشار المبعوث الأممي إلى الوضع الراهن في فلسطين ولبنان وتنسيق العمل الإنساني.

كذلك يؤكد د. العكام إلى أن هناك إشارات واضحة لرفض الأمريكي انعقاد اللجنة وليس الخلاف على المكان، إذ إن واشنطن تسعى للضغط على التقارب العربي مع سوريا ولا تريد فتح أي خطوط سياسية أو اقتصادية مع الحكومة السورية.

رسائل بيدرسون

تبقى زيارة المبعوث الأممي وتصريحاته التي أدلى بها محط أنظار السياسيين، إذ من المتوقع أن تأتي تصريحاته متجهة حول مهمته الرئيسية المتعلقة بلجنة مناقشة الدستور والمعلقة أعمالها، وهو ما فسره عضو لجنة مناقشة الدستور المدعومة من الحكومة السورية د. محمد خير العكام أنه ربما أراد إيصال رسالة للحكومة السورية أنك غير قادرة على مواجهة الكيان الإسرائيلي في المنطقة خاصة أن ملف التسوية السياسية مرتبط بالوضع الإقليمي.

ولفت العكام خلال حديث خاص مع “أثر برس” إلى أن بيدرسون لا يحق له أن يتجاوز مهمته الرئيسية الخاصة بسوريا، إذ عليه قبل أن يتحدث عن الوضع الإقليمي أن يتم سؤاله عن الذي قدمه لسوريا بعد نزوح الآلاف؟ وما الذي جرى تقديمه لإعادة الإعمار وإعادة السوريين من لبنان إلى قراهم المهدمة؟ كل ذلك قبل الحديث بأي ملف آخر.

في حين لا تعتقد عضو اللجنة الدستورية عن المجتمع المدني ميس كريدي أنه ثمة رسائل أراد بيدرسون إيصالها كون التداعيات الخاصة بالمنقطة جعلت الرسائل واضحة ومباشرة وليس أحد بحاجة أحد يكون بيدرسون وسيطاً لإيصال الرسائل للحكومة السورية.

يبقى مسار اللجنة الدستورية معلقاً حتى اللحظة في ظل غياب إرادة حقيقة للحل تشير إليها التقديرات السياسية أن ذلك مرتبط بالموقف الأمريكي وهو الذي يحجب ويبطئ من خطوات بيدرسون إلى سوريا وعقد الاجتماعات الخاصة باللجنة، ويساهم في ذلك توتر الوضع الإقليمي في المنطقة، وعدم استقرار المناخ الدولي.

د. أحمد الكناني 

اقرأ أيضاً