يبدو أن الجيش السوري انتهى من احتواء الخرق من جرّاء الهجوم العنيف في 27 من الشهر الفائت، الذي شنته “هيئة تحرير الشام- النصرة سابقاً” وحلفاؤها، وما رافقه من استغلال الفصائل المسلّحة لحالة الفوضى التي خلّفتها منصاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، عن طريق نشر الأخبار والشائعات الزائفة وتسجيل بعض الفيديوهات بشأن الانسحاب، كما حصل في مدينة حلب وفيما بعد في مدينة حماة، وهذا دفع وزارة الدفاع السورية أمس السبت إلى نشر بيانات متكررة تنبه وتشير إلى عدم صحة الأخبار المضللة التي يتم نشرها بشأن انسحاب الجيش السوري من حماة، مؤكدةً أن الجيش السوري عزز مواقعه الدفاعية في ريف حماة الشمالي لتأمين الطوق حول مدينة حماة.
وصباح اليوم، بدأ الجيش السوري عملياته اتجاه ريف حماة الشمالي، وأعلنت الدفاع السورية في بيان، أنّ الجيش السوري سيطر على قلعة المضيق، ومعردس، على حين قال التلفزيون السوري، إنّ الجيش السوري سيطر على بلدة تل السمّان بالإضافة إلى سبع قرىً أخرى، وفي أثناء ذلك، أفاد مراسل “أثر برس” في ريف حماة الشمالي، بأن “الجيش السوري استعاد السيطرة على قرى صوران وطيبة الإمام وحلفايا بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المسلّحة”، وجاء ذلك بعدما استقدم الجيش السوري تعزيزات كبيرة بمختلف السلاح والعتاد إلى محور ريف حماة الشمالي، في وقتٍ أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية، أنّ الجيش السوري بدعم من القوات الجوية الروسية قصف أماكن تجمعات الفصائل المسلّحة وقتل ما لا يقل عن 300 إرهابي في يوم واحد، في حين ذكر التلفزيون السوري، أنّ حصيلة الأيام الثلاثة الماضية من تصدي الجيش السوري لإرهابيي “جبهة النصرة” قاربت مقتل ألف إرهابي.
ويؤكد الاستعمال المكثّف للطائرات المسيّرة من قِبل “كتيبة شاهين” التابعة لـ “هيئة تحرير الشام- النصرة سابقاً”، خلال عملياتها في ريف حلب الغربي، وريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، صحة المصادر التي كشفت لـ “أثر برس” في الشهر الفائت، قيام خبراء عسكريين من جنسية أوكرانية بتدريب مسلحين ينتمون إلى ما يسمّى “الحزب الإسلامي التركستاني” على تطوير طائرات مسيّرة لاستخدامها في استهداف مواقع للجيش السوري وقاعدة حميميم بريف اللاذقية، وأفادت المصادر في حينه، بأنّ الخبراء وصلوا إلى إدلب منذ شهرين عبر الأراضي التركية وسط حماية أمنية مشددة من قِبل ما يسمّى “المكتب الأمني” التابع ” لهيئة تحرير الشام “.
وأضافت المصادر لـ “أثر”، أنّ “الخبراء الأوكرانيين تمركزوا في إحدى القرى التابعة لمنطقة “دركوش” بريف جسر الشغور جنوب غربي إدلب”، مشيرةً إلى أنه “قُدر عددهم بـ 80 خبيراً عسكرياً وصلوا عبر 3 دفعات عن طريق معبر “كفرلوسين” الذي تستخدمه القوات التركية في إدخال معداتها العسكرية إلى ريف إدلب”.
في المقابل، مع إعلان “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها عمليتها، صرّح ما يسمّى رئيس “الحكومة المؤقتة” التي أنشأتها تركيا، “عبد الرحمن مصطفى”، بأنّ “الجيش الوطني” المدعوم تركياً، بدأ التحضيرات لشنّ عملية عسكرية في مواجهة “قسد” في تل رفعت شمالي حلب، وأضاف لقناة “A Haber” التركية، أنّ العملية ستنطلق من ثلاثة محاور من الجنوب ومن الشرق ومن مناطق عمليات “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، وأمس أعلن ما يسمّى “الجيش الوطني” بدء العمل ضمن غرفة عمليات أطلق عليها اسم “فجر الحرية”.
وأنشأت تركيا ما يسمّى “الجيش الوطني” عام 2019، وضم المسلحين الذين استخدمتهم في عملياتها العسكرية باحتلال مدن “أعزاز والباب وجرابلس وعفرين ورأس العين وتل أبيض” الواقعة في شمالي سوريا، ويأتي إعلان بدء “عملية تل رفعت” بعدما صرّح أردوغان مرات عدة عن رغبته باستكمال مشروع “المنطقة الآمنة” التي أعلنها عام 2019.
أثر برس