خاص|| أثر برس مع اقتراب بداية العام الدراسي، يلجأ بعض طلاب المرحلة الثانوية أو الأهالي لبيع كتب أبنائهم المدرسية المستعملة عند نجاحهم وانتقالهم إلى صف دراسي جديد، خاصة وأن أسعار الكتب الجديدة في المدارس الخاصة باتت مرتفعة.
وفي السياق، أكدت مريم (طالبة ثانوية عامة فرع علمي) أن أوضاع أهلها الاقتصادية هي ما دفعها للبحث عن بدائل لتقليص النفقات، متابعة لـ “أثر”: “أسعار الكـتب المدرسية الجديدة تمثل عبئاً مالياً على أهلي وتالياً ارتفع سعرها 100% فمن كان يشتري نسخة الكتب بـ 50 ألف أصبحت بـ 100 ألف لذلك اشتريتها من طالبة أنهت دراستها الثانوية بسعر 40 ألف ومع النوط والملخصات وصل السعر لـ 75 ألف.
واعتبرت مريم أن شراء الكـتب مستعملة أفضل بكثير من شرائها جديدة وذلك لأنها تكون كاملة أما في حال شرائها جديدة فسوف يكون هناك نقص ببعض المواد بحجة عدم توافرها.
بدوره، إبراهيم يعتبر أن بيع الكتب بعد مرور العام الدراسي وسيلة لاستعادة جزء من المبلغ الذي دفعه أهل الطالب لقاء الحصول عليه كما أنه يتيح لذوي الطالب الآخر الحصول على الكتب بسعر متدنٍّ مقارنة بالسعر الذي تباع به النسخ الجديدة منها.
وقال ذوو بعض الطلبة لـ”أثر”: “المدارس الخاصة تغالي في رسوم الكتب المدرسية فمثلاً: يجب على الطالب دفع القسط المترتب عليه مع دفع ثمن نسختي كتب، لذلك بتنا نبحث عن الكتب المستعملة حتى لا نتكبد أعباء مالية إضافية ترهق ميزانيتنا في ظل تراجع الدخل”.
وأضافت فيروز (والدة إحدى الطلاب) لـ”أثر”: “كنت أشتري الكـتب من المدرسة رغم ارتفاع سعرها والمربح الذي تتقاضاه أمينة المكتبة التي تحضر الكتب ولكن الآن وجدت أن الكتب المستعملة أوفر وأقل وطأة؛ مثلاً سعر نسخة كـتب الصف العاشر المستعملة 45 ألف أما الحادي عشر 50 ألف والبكالوريا مع النوط والملخصات تتراوح بين 60 إلى 75 ألف”.
أما ردينة، بيّنت أنها اشترت لابنتها نسخة كتب جديدة للصف السابع مع العلم أن مدرستها خاصة وهي مجبرة بتأمين نسخة كتب لها إلا انها عندما أخبرتهم أنها اشترت نسخة مستعملة كانت مجبرة على دفع ثمن نسخة أخرى وذلك بدءاً من هذا العام، متابعة: “عندما سجلت ابنتي في المدرسة طلبت مني مديرة المدرسة أن أدفع ثمن نسختين إلا أنني عندما قلت لها اشتريت كتب أخذت ثمن نسخة وهذا إجباري”.
من جهته، أنس (أمين مستودع في إحدى المدارس خاصة بدمشق) أوضح لـ “أثر” أن الطلاب يدفعون مع القسط ثمن نسخة إضافية؛ فهناك أولياء أمور يخبرون أمين المستودع أنهم اشتروا نسخة كتب إلا أن أمين المستودع يصر على تقاضي ثمن نسخة إضافية.
وكان مدير مؤسسة المطبوعات والكـتب المدرسية فهمي الأكحل قال في تصريح سابق لـ “أثر”: “كتب التعليم الأساسي من الصف الأول الأساسي وحتى التاسع ما زالت توزع مجاناً أما بيع الكتب فيتم للمرحلة الثانوية فقط العاشر والحادي عشر والبكالوريا بكافة فروعها علمي أدبي مهني تجاري صناعي”، متابعاً: “رفع سعر الكتاب يأتي بسبب ارتفاع سعر الورق وكلفة الطباعة؛ وكل كـتب المرحلة الثانوية ارتفعت بحسب سعر وكلفة وعدد صفحات الكتاب، وبحسب قرار رئاسة مجلس الوزراء فإن كلفة كل صفحة كتاب 90 ل.س، متضمنة أجور الطباعة ثمن الورق والكرتون لكافة كتب التعليم العام ورياض الأطفال على أن يتم تقريب السعر للمئة”.
وبيّن حينها أن رفع أسعار الكـتب للمدارس الخاصة والمـدارس الافتراضية ومدارس المنظمات الدولية بنسبة 100% بعد تعديلها في ضوء رأي مفتشي الجهاز المركزي للرقابة المالية، وبالتالي تصبح كلفة صفحة الكتاب 200 ل.س تقريباً، فمثلاً: (كتاب تربية إسلامية يصبح سعره 10500 ليرة سورية، لغة عربية 15900، تربية وطنية 11600، كتاب فلسفة علمي 9000، فلسفة أدبي 9800، جغرافيا أدبي 13400، جغرافيا علمي 11400، تاريخ أدبي 10800، كتاب تاريخ علمي 6300 ل.س).
وتابع الأكحل حينها: “بعد قرار الرفع يدفع الطالب المسجل في المدارس الخاصة ثمن نسخة إضافية، مثلاً إذا كان سعر نسخة الكـتب 150 ألف يدفع الأهل 150 ثانية، والسبب أن المدارس الخاصة قادرة على تغطية نفقاتها من خلال الأقساط فثمن النسخة الثانية يعود لدخل المؤسسة التي تغطي نفقات طباعة الكتاب المدرسي”.
دينا عبد