تستمر فصائل “الجيش الوطني” بعرقلة فتح معبر “أبو الزندين” الذي يربط مناطق سيطرة دمشق بمناطق سيطرة أنقرة بريف حلب الشمالي، إذ هاجم مسلحون من فصائل أنقرة المعبر واستهدفوه بالقذائف احتجاجاً على فتحه، وذلك في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن تحريك مسار التقارب السوري- التركي.
وفي هذا الصدد، لفتت صحيفة “الأخبار” اللبنانية إلى أن “الفشل التركي الأولي في ضبط تفصيل بسيط ضمن آلاف التفاصيل الأخرى المتعلقة بالشمال السوري، شديد التعقيد، يفتح الباب على مصراعيه، أمام أسئلة عديدة حول مدى قدرة تركيا على تنفيذ وعود أخرى، أو مدى قدرتها على التعاون مع دمشق – في حال الاتفاق على ذلك –، لحلحلة هذه القضايا، وخصوصاً أن التعقيدات الموجودة في ريف حلب مقارنة بإدلب تُعدّ بسيطة جداً، إذ تنتشر في الأخيرة عشرات الفصائل الجهادية، وبعضها يضم مقاتلين غير سوريين، بينما يعدّ افتتاح طريق M4، الذي يصل حلب باللاذقية عبر إدلب، خطوة منتظرة من قِبل تركيا، التي وعدت قبل أعوام عديدة بافتتاحه ولم تنفذ هذه الوعود”.
بدوره، نقل موقع قناة “الحرة” الأمريكية عن الباحث السوري أيمن الدسوقي قوله: “إن ما حدث في معبر أبو الزندين مؤشر بأن الطريق للاستقرار والسلام في سوريا ما يزال بعيداً، ويظل محفوفاً بعدم اليقين ورهن لمفاوضات معقدة، تحكمها متغيرات ومصالح متضاربة”.
وأشار موقع قناة “الحرة” إلى أن “افتتاح المعبر في البداية كان خطوة أولى تذهب باتجاه عبور الشاحنات المحملة بالبضائع من وإلى مناطق سيطرة دمشق، وسادت توقعات بأن يتم الانتقال في مرحلة لاحقة إلى فتحه أمام عبور المدنيين”.
وفي هذا الصدد، لفتت مصادر نقلت عنها صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن “الواقع على الأرض بالغ التعقيد في تلك المناطق، وخلال السنوات الماضية نشأت علاقات تبادل تجاري متشابكة ومعقدة وغير شرعية بين المجموعات المسلحة، ولا شك أن مصالحهم ستتضرر، في الوقت الذي تحتاج فيه الحكومة المؤقتة (التابعة لأنقرة) إلى موارد مالية منتظمة من المعابر، لتصريف فائض الإنتاج الزراعي في تلك المناطق باتجاه مناطق سيطرة دمشق. كما تحتاجه سياسياً للحفاظ على علاقة جيدة مع أنقرة، كي لا تستبعد من حسابات ملف التقارب بين أنقرة ودمشق”.
وفي 19 آب الجاري استهدفت فصائل أنقرة معبر “أبو الزندين” بالقذائف وذلك بعد يوم واحد من افتتاحه، وذلك من دون أن يصدر أي تصريح رسمي من قبل دمشق، وأُنشأ هذا المعبر عام 2016 عندما سيطرت فصائل أنقرة على مركز مدينة الباب بريف حلب الشمالي، ما تسبب بانقسام المدينة إلى قسمين، الأول الجنوبي يسيطر عليه الجيش السوري والثاني شمالي تسيطر عليه فصائل أنقرة، وبعد تمركز قوات الجيش السوري في نقاط سيطرتها بالريف الجنوبي من المدينة، واتخذت فصائل “الجيش الوطني” نقاط تمركز لها في ريفها الشمالي.