نقلت صحيفة “حرييت” التركية المقربة من الحزب الحاكم “العدالة والتنمية” عن مصادرها أن أنقرة ودمشق قد تجريان محادثات على مستوى وكالات الاستخبارات في المستقبل القريب، من دون شروط مسبقة.
وتأتي التسريبات التي نقلتها الصحيفة التركية بعد يومين من تصريحات الرئيس بشار الأسد، قال فيها تعقيباً على مسار التقارب السوري- التركي: “أي عملية تفاوض بحاجة إلى مرجعية تستند إليها كي تنجح، وعدم الوصول إلى نتائج في اللقاءات السابقة أحد أسبابه هو غياب المرجعية.. سوريا تؤكد باستمرار ضرورة انسحاب تركيا من الأراضي التي تحتلها ووقف دعمها للإرهاب” مضيفاً أن “المرحلة التي تتحدث عنها سوريا الآن هي مرحلة الأسس والمبادئ لأن نجاحها هو ما يؤسس للنجاح لاحقاً، وتصريحات المسؤولين الأتراك لا أساس لها من الصحة فمعيارنا هو السيادة”.
وأضاف أن “استعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا كنتيجة للانسحاب والقضاء على الإرهاب. نحن لم نرسل قوات لكي تحتل أراضي في بلد جار، ولم ندعم الإرهاب لكي يقوم بقتل شعب جار، وأول الحل هو المصارحة لا المجاملة، هو تحديد موقع الخطأ لا المكابرة” متابعاً أن “ما يصرح به بعض المسؤولين الأتراك بأن سوريا قالت إن لم يحصل الانسحاب لن نلتقي مع الأتراك غير صحيح، المهم أن يكون لدينا أهداف واضحة وأن نعرف كيف نسير باتجاه هذه الأهداف”.
وفي 15 تموز الفائت أكد الرئيس الأسد، أنه لن تكون هناك مفاوضات سرية وكل شيء سيتم إعلانه، إذ قال حينها: “وزير الخارجية التركي قال إن هناك لقاءات سرية، لا يوجد شيء سري بالنسبة لنا في سوريا كل شيء مُعلن عندما يكون هناك لقاء سنعلن”.
وفي هذا الصدد، سبق أن علّق السفير الروسي في سوريا ألكسند يفيموف، على التسريبات الصحافية المتعلقة بمسار التقارب السوري- التركي، بقوله: “أعتقد أن كل ما تنشره وسائل الإعلام سابق لأوانه”.
يشار إلى أنه منذ 28 حزيران الفائت، يؤكد المسؤولون الأتراك رغبتهم بعقد لقاءات مع نظرائهم السوريين وإعادة العلاقات مع دمشق كما كانت عليه في الماضي، من دون اتخاذ أي إجراءات عملية، في الوقت الذي يشدد فيه المسؤولون السوريون على ضرورة وجود أسس لهذه اللقاءات والاستفادة من دروس الماضي.