أكد السفير السوري السابق في أنقرة نضال قبلان، إلى تناقض تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتصريحات بعض المسؤولين الأتراك حول مسار التقارب السوري- التركي.
وعلّق قبلان على ما نُقل عن مصادر في الخارجية التركية، حول وجود أربعة شروط من قبل أنقرة للتقارب مع دمشق، بقوله: “لا يمكن للرئيس أردوغان أن يقول بأنه لا يريد التدخل في الشؤون السورية ثم الآن تتحدثون عن أربعة شروط تركية، هذا جوهر التدخل في الشؤون السورية” مضيفاً أن “هناك تناقض بين تصريحات أردوغان وما يصدر عن بعض المسؤولين”.
وأوضح قبلان في تصريحات أدلى بها لشبكة “BBC تركيا” ونقلتها صحيفة “ديلي صباح” التركية أن “تصريح الرئيس السوري بشار الأسد بأن انسحاب القوات التركية من سوريا ليس شرطاً مسبقاً للمحادثات مع أنقرة، هو رد على تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان الأخيرة”.
وأشار إلى أن” تصريحات الرئيس الأسد تتوافق مع استعداد أردوغان لتطبيع العلاقات والرسائل من الوسطاء الروس والعراقيين بأن الرئيس التركي جاد بشأن هذه القضية”.
ورجّح قبلان عقد لقاء في الفترة المقبلة بين وزيري الخارجية السوري فيصل المقداد، والتركي حقّان فيدان.
وفي السياق نفسه، قال وزير الدفاع التركي يشار غولر، تعليقاً على مسار التقارب السوري- التركي: “سيكون من مصلحة البلدين إنهاء بيئة الصراع هذه في أسرع وقت ممكن وعودة البلدين إلى أنشطتهما الطبيعية في العلاقات” مشيراً إلى أنه “لا توجد مشكلة بيننا يصعب حلّها.. أعتقد أنه بعد حل المشاكل، يمكننا مواصلة أنشطتنا الطبيعية كدولتين متجاورتين.. أنقرة ودمشق قادرتان على حل جميع المشاكل” وفق ما نقلته صحيفة “حرييت” التركية.
وأكد الرئيس بشار الأسد، في كلمة ألقاها أمام أعضاء مجلس الشعب في 25 آب الجاري أن “استعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا كنتيجة للانسحاب والقضاء على الإرهاب، نحن لم نرسل قوات لكي تحتل أراضي في بلد جار، ولم ندعم الإرهاب لكي يقوم بقتل شعب جار، وأول الحل هو المصارحة لا المجاملة، هو تحديد موقع الخطأ لا المكابرة” مضيفاً أن “ما يصرح به بعض المسؤولين الاتراك بأن سوريا قالت إن لم يحصل الانسحاب لن نلتقي مع الأتراك غير صحيح. المهم أن يكون لدينا أهداف واضحة وأن نعرف كيف نسير باتجاه هذه الأهداف”.
وعاد النشاط إلى مسار التقارب السوري- التركي عاد إلى نشاطه في أيار الفائت عندما أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، وساطة عراقية بين الجانبين، وفي 28 حزيران أعرب أردوغان، عن رغبته بإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه في الماضي، وفي 15 تموز الفائت قال الرئيس الأسد في تصريحات صحافية: “أول سؤال يجب أن نسأله لماذا خرجت العلاقات عن وضعها الطبيعي منذ ثلاثة عشر عاماً؟، لم نسمع أي مسؤول تركي يتحدث عن هذه النقطة بشكل صريح”، مضيفاً أن “الأمر ليس بحاجة إلى تكتكات وبهلوانيات سياسية ولا إعلامية، هذه العلاقة طبيعية وسنصل إليها، والأصدقاء يدعمون هذا الشيء”.