أوضح المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فيليبو غراندي، أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم ستستغرق وقتاً طويلاً.
وقال في مقابلة أجراها مع قناة “المملكة” الأردنية: “العديد من اللاجئين ينتظرون ما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا خلال الفترة المقبلة لاتخاذ قرار العودة”، مشيراً إلى أن التطورات في سوريا أي حين (سقوط النظام في 8 من كانون الأول 2024) كانت تحولاً تاريخياً، بالنظر إلى بلد صدّر ملايين اللاجئين إلى العالم”.
وبحث غراندي مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، سبل التعاون في ملف اللاجئين السوريين، مؤكداً أهمية تهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية للاجئين إلى بلادهم.
وأكد غراندي خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الأردني، أن المفوضية بصدد وضع خطة شاملة تتعلق بمساعدة اللاجئين السوريين العائدين إلى بلدهم والدول المضيفة لهم.
والأسبوع الفائت، دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فيليبو غراندي، إلى تحرك دولي لدعم السوريين العائدين، مشيراً إلى ضرورة توفير الدعم لإعادة بناء المنازل والبنية التحتية واستعادة الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والكهرباء والمياه النظيفة.
كما شدد غراندي على أهمية رفع العقوبات كحافز للتعافي ودفع عجلة العودة، مضيفاً: “العديد من الأسر تتخذ خطوة شجاعة بالعودة إلى ديارها، راغبة في مستقبل أفضل، ولكنها تواجه صعوبات هائلة”.
وفي وقت سابق، أفاد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بأن نحو 30% من ملايين اللاجئين السوريين الذين يعيشون في دول الشرق الأوسط يريدون العودة إلى ديارهم العام المقبل، بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وكان أكثر من 500 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم، منذ أيلول 2024، بمن في ذلك 200 ألف لاجئ بعد سقوط نظام الأسد، بحسب الأمم المتحدة.
وبلغ عدد النازحين في سوريا أكثر من 7 ملايين و426 ألفاً، منهم مليونان و229 ألفاً و877 شخصاً كان يقيمون في مخيمات، و5 ملايين و126 ألفاً و166 شخصاً خارج المخيمات، عاد منهم 706 آلاف و673 شخصاً، بينهم 46944 شخصاً من المخيمات، وفق أوضحته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوم الخميس.
يذكر أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، حذر في وقت سابق، من أن سوريا لا تزال تواجه “تهديدًا ثلاثي الأبعاد”، يتمثل في انعدام الأمن وأزمتين اقتصادية وإنسانية.
يذكر أيضاً، أنه منذ سقوط نظام الأسد، بدأ العديد من اللاجئين يفكرون بالعودة إلى بلدهم سوريا، حيث كشف نائب وزير الهجرة والحماية الدولية القبرصي، نيكولاس يوانيدس، عن أن أكثر من 1000 سوري تراجعوا عن طلباتهم للحصول على اللجوء أو الحماية الدولية في قبرص، لأنهم ينوون العودة إلى سوريا، لافتاً إلى أن هناك 500 سوري عادوا بالفعل.
وفي كانون الأول الفائت، قالت رئيسة المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، إيمي بوب: “هناك توقعات بعودة مليون لاجئ إلى سوريا في النصف الأول من عام 2025”.