تمكّن أكثر من 21 ألف شخص مهاجر (من جنسيات مختلفة بينهم سوريون) من عبور بحر المانش إلى السواحل البريطانية على متن “قوارب صغيرة”، وهو رقم يزيد قليلاً عن الفترة نفسها من العام الماضي، وذلك رغم جهود السلطات الفرنسية والبريطانية للحد من توافد المهاجرين.
ووفقاً لموقع “مهاجر نيوز”، فإن “هناك دوريات على الشواطئ، وطائرات بدون طيار، وكاميرات حرارية، مناظير للرؤية الليلية، وكل ذلك جزء من ترسانة عسكرية منتشرة على السواحل الفرنسية، لكن دون أن تكون رادعاً أمام محاولات عبور القناة الإنجليزية الفاصلة بين فرنسا وبريطانيا، وخلال السبعة أيام الماضية وصل إلى المملكة المتحدة 26 قارباً على متنهم 1,384 مهاجراً”، بحسب أرقام “وزارة الداخلية البريطانية”.
وأوضح الموقع المذكور، أنه “منذ بداية العام الجاري وحتى الخميس 5 أيلول، وصل أكثر من 21,700 مهاجر، وهو رقم يقارب إلى حد ما عدد الوافدين إلى المملكة المتحدة خلال الفترة نفسها من العام الماضي الذي شهد توافد حوالي 21 ألف شخص”.
يشار إلى أن ملف الهجرة أثار الكثير من التوترات بين السلطات الفرنسية والبريطانية، الأمر الذي دفع إلى تشديد الرقابة على ميناء كاليه والنفق الواصل بين البلدين منذ عام 2018، كما باتت الشوارع المحيطة بميناء كاليه محاطة بشكل كامل بأسلاك شائكة لمنع المهاجرين من الوصول إلى الشاحنات التجارية التي غالباً ما يختبئون بها من أجل تجنب الدوريات على الحدود، ومن أجل الإفلات من هذه المراقبة المشددة، غيّر المهربون من أساليبهم وباتت الغالبية العظمى من عمليات الهجرة غير الشرعية تنطلق عبر القوارب الصغيرة، التي غالباً ما تكون محملة فوق طاقتها وغير مهيّئة لعبور القناة البحرية المزدحمة بسفن الشحن الضخمة والعبّارات التجارية”، بحسب “مهاجر نيوز”.
ويعتبر عام 2024 الجاري الأكثر دموية في بحر المانش (هو جزء من المحيط الأطلسي الذي يفصل بريطانيا عن فرنسا ويربط بحر الشمال بالمحيط الأطلسي)، إذ شهد وفاة وفقدان 37 شخصاً في حوادث مأساوية كان آخرها يوم الثلاثاء 3 أيلول حين غرق قارب مودياً بحياة 12 شخصاً مهاجراً نصفهم من القاصرين، مع الإشارة إلى أن القارب انطلق من منطقة بولوني سور مير، جنوب مدينة كاليه، وفقاً للموقع المذكور أعلاه.
يذكر أنه في تشرين الثاني الماضي، تم سحب 17316 طلب لجوء، من بينها طلبات لمئات السوريين، وذلك منذ مطلع 2023 الفائت حتى شهر أيلول من العام المذكور نفسه، مع الإشارة إلى أن سحب الطلبات قد يتمّ لعدد من الأسباب، بما في ذلك عندما يكون الشخص قد غادر المملكة المتحدة قبل النظر في طلبه، أو عندما يفشل في حضور مقابلة اللجوء الخاصة به، أو يختار أو يتابع طلباً آخر للحصول على إذن بالهجرة، بحسب وزارة الداخلية البريطانية.
وسجل عام 2022 رقماً قياسياً في بريطانيا، بوصول 45775 مهاجراً (من مختلف الجنسيات بينهم سوريون) على متن قوارب صغيرة إلى الشواطئ الجنوبية لإنجلترا بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، مع الإشارة إلى أنه تم التعامل مع أكثر من 112 ألف حالة لجوء في 2023، وكان معدل منح اللجوء 67 بالمئة، وهو أقل من مستوى 2022 البالغ 76 بالمئة، بحسب وزارة الداخلية البريطانية.
جدير بالذكر أن عدد السوريين في المملكة المتحدة وصل عام 2021 إلى حوالي 28 ألف، في زيادة قدرها 12 ألف عن عام 2014، وكان أعلى عدد من السوريين المقيمين في المملكة المتحدة خلال عام 2019 حيث بلغ 47 ألف، بحسب آخر الإحصائيات المنشورة، علماً أن عدد اللاجئين السوريين في بريطانيا يختلف من شهر لآخر حيث عبر في تشرين الثاني 2021، أكثر من 1000 شخص في يوم واحد، وبلغ عدد الأشخاص الذين عبروا إلى بريطانيا خلال العام الحالي أكثر من 25,000 شخص، وبذلك يقدر عدد الإجمالي اللاجئين السوريين بحوالي 88,000 شخص، بحسب وسائل إعلام مختلفة.