بحث وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور ماهر الشرع مع مديري ورؤساء دوائر مديريات الرعاية الصحية الأولية والإمداد والرقابة الدوائية في الوزارة واقع العمل الصحي الحالي.
ووفقاً لوكالة “سانا” الرسمية، فإن المشاركون في الاجتماع الذي عقد أمس في مبنى الوزارة، ناقشوا القرارات التنظيمية التي تم اتخاذها منذ شهرين، إضافة إلى إعداد خطة لزيادة عدد المعامل الدوائية في دمشق وريفها وعدد المستحضرات المستوردة أو المجدد تسجيلها.
وشدد المشاركون في الاجتماع على ضرورة التنسيق فيما يخص ملف مرضى السرطان، والتعاون مع الجهات المسؤولة لتأمين العلاج والتوعية اللازمة حول الوقاية من المرض، وإنشاء قاعدة بيانات للمرضى، وتأمين الدعم اللازم لأصحاب الأمراض المزمنة.
وأكد د.الشرع ضرورة العمل ضمن خطط واضحة لضمان النجاح والارتقاء بالخدمات الطبية المقدمة، وإجراء الجولات الميدانية للتأكد من سير العمل بشكل جيد، والتركيز على الأمور الأكثر احتياجاً من خلال توفير العلاجات الإسعافية وأدوية الأمراض المزمنة، وتأمين كل مستلزمات المشافي.
بدوره، مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة الدكتور زهير قراط ناقش خلال لقائه أمس وفداً من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، خطط ترميم مراكز الرعاية الصحية الأولية في مختلف المناطق.
وبحسب “سانا” تم خلال اللقاء الذي عقد في الوزارة التأكيد على ضرورة استخدام الطاقة الشمسية كحل مستدام لتحسين بيئة الرعاية، وتحديد قائمة للمراكز الصحية التي ستخضع للترميم، والتي سيتم تجهيزها بنظام طاقة شمسية، بهدف توفير إمدادات طاقة مستدامة، تسهم في استمرارية تقديم الخدمات الصحية بشكل مستمر.
أيضاً، التقى القائم بأعمال وزارة الصحة الدكتور ماهر الشرع وفداً من منظمة “ميرسي” للمساعدات الإنسانية الماليزية التعاون المشترك في المجال الصحي، حيث بيّن خلال اللقاء الذي عقد في الوزارة، أن الوضع الصحي في سوريا متدهور بشكل كبير، ويجب إعداد مخطط للمرحلة القادمة، وبناء نظام صحي جديد، بحسب “سانا”.
ونوه الدكتور الشرع بالجهود الماليزية في سوريا خلال الأسبوع الماضي، متطلعاً لتطوير العلاقات بينن البلدين في المجال الصحي.
من جهته، أوضح المدير التنفيذي لمنظمة “ميرسي” أحمد فيصل أنه تم رفد القطاع الصحي في سوريا بـ 10 أجهزة غسيل كلية، إضافة لإنشاء مركز طوارئ في مشفى الرازي بحلب، لافتاً إلى أنه سيتم تنفيذ هذه المشاريع قريباً.
ولفت فيصل إلى أنه خلال المرحلة القادمة سيتم التركيز على جانب الصحة النفسية، والرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى التدريب والتأهيل.
يذكر أن الواقع الصحي في سوريا يعاني إهمالاً ونقصاً بالمستلزمات، فالعديد من مشافي دمشق لا سيما “المواساة والمجتهد”، تعاني منذ أسابيع، من النقص الكبير والحاد بالمستلزمات الإسعافية ذات الاستخدام اليومي، الأمر الذي يدفع بالأهالي لتأمين أصغر المستهلكات الطبية مثل “السيرنغات ونواقل السيروم” بأنفسهم، فضلاً عن تزايد المشاحنات بين الأهالي والأطباء، حيث قال مدير مستشفى “المجتهد ـ دمشق” محمد الحلبوني: “إن الأعداد الكبيرة التي يستقبلها إسعاف المجتهد يومياً، لا تتناسب مع عدد المستهلكات الموجودة”.
كما يعاني مركز “التلاسيميا” في دمشق نقصاً شديداً في المستلزمات الطبية كالأدوية ومضخات الدم، وخاصة بعدما ألغت وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة شرط التبرع بالدم لاستكمال الوثائق الحكومية، والذي كان يعد مصدراً رئيساً لسد حاجات المركز من الدم بشكل يومي، بحسب “عنب بلدي”.