خاص|| أثر برس تنتشر التوترات في مدينة الشحيل شرقي دير الزور منذ ثلاثة أيام نتيجة اندلاع اقتتالات عشائرية بين عائلتين فيها، ما تسبب بوقوع قتلى وجرحى في صفوف الجانبين إلى جانب الأضرار المادية.
وأكدت مصادر “أثر برس” في المدينة أنه وسط محاولات التهدئة التي تجريها شخصيات عشائرية، منعت “قسد” شيوخاً ووجهاء من قبيلة “البوشعبان” قدموا من الرقة للعمل لحل الخلاف بين الجانبين من دخول المنطقة، موضحة أن الاشتباكات بين الجانبين تسببت بوقوع قتلى من العائلتين وأدى إلى حرق منازل إلى جانب نزوح بعض العائلات.
وشهدت قرية “الجاسمي” في ريف دير الزور الشمالي، اقتتالاً بين عائلتين أدى إلى مقتل 3 أشخاص.
وكشفت مصادر محليّة أن الاقتتال استُخدمت فيه مُختلف أنواع الأسلحة مثل “قناصات وقذائف آربي جي وأخرى صاروخيّة، وبنادق AKS” وغيرها، إذ أوضحت المصادر أنه مثل هذه الأسلحة لا تتوفر إلا في مستودعات “قسد” ومنها أمريكي الصنع، مشيرة إلى أن في كل مرة تداهم فيها “قسد” أي قرية أو منطقة، تصادر كميات من الأسلحة الفردية التي يمتلكها السكان المحليين، لكن بعد فترة قصيرة يعاد طرح هذه الأسلحة على سكان المنطقة نفسها للبيع عبر بسطات تنتشر في أرجاء المنطقة.
وأكدت مصادر عشائرية لـ”أثر برس” أنه لا توجد أي محاولات من “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” -التي تعد الجهة المسيطرة على المنطقة- لتهدئة الأوضاع ووقف حالة التوتر الأمني الحاصلة.
وقالت المصادر إنه غالباً ما تنتهي الاشتباكات العشائرية أو المشاجرات بوساطة من وجهاء المناطق تمهيداً لبدء التفاوض بين الطرفين لإنهاء الاقتتال، وأحياناً يُعقد ما يُعرف باسم “صلح عشائري” يتم من خلاله التوصل لاتفاق نهائي بين الطرفين يوقف الاشتباكات، لكن في غالبية الحالات يكون توقف الاقتتال مرحلياً، ومن الممكن أن يتجدد حين محاولة أحد الطرفين الأخذ بـ”الثأر”.
وأفادت مصادر محلية بأن مناطق ريف دير الزور الواقعة إلى الشرق من نهر الفرات، شهدت منذ بداية العام الحالي 16 عملية اقتتال عشائري، و8 مشاجرات جماعية، ما تسبب بسقوط 18 شخصاً في دير الزور وحدها، فيما شهدت محافظة الرقة 6 عمليات اشتباك عشائري أفضت لمقتل 3 أشخاص، في حين شهدت مناطق الحسكة 10 حوادث مماثلة أفضت لمقتل 3 أشخاص أيضاً.
وغالباً ما تعود أسباب هذه الخلافات إلى قضايا “الثأر والخلاف حول ملكية الأراضي” ما يتسبب باندلاع اشتباكات بين عشريتين أو بين عائلتين من عشيرة واحدة، وتتسبب بإحراق منازل الطرفين في عمليات انتقام ازدادت وتيرتها بعد الحرب.
يشار إلى أن “أثر برس” نشر في كانون الأول من العام 2021، تقريراً عن تحول بيع الأسلحة في مناطق شرق الفرات إلى مسألة علنية تتم في أسواق المنطقة، وخاصة في أسواق بيع المواشي من خلال بسطات، يعرض أصحابها من خلالها الأسلحة النارية، وأسلحة الصيد علنياً، إذ تؤكد مصادر “أثر برس” أن أهالي مناطق ريف دير الزور يعتبرون أن اقتناء الأسلحة في منازلهم أمراً ضرورياً في ظل الانفلات الأمني في مناطق شرق الفرات وانتشار عصابات السطو والسرقة، إضافة إلى احتمال مهاجمة المنازل الواقعة إلى أطراف القرى من خلايا تنظيم “داعش”.
عثمان الخلف- دير الزور